السؤال
السلام عليكم
جزاكم الله كل الخير على هذا الموقع وعلى كل ما تقدمونه.
مشكلتي شعوري بألم وقهر وحزن بسبب حبي واهتمامي بمن حولي من قريب وبعيد، وهم يقابلون ذلك بالأفعال الجارحة وعدم الاهتمام، هذا الشيء يجرحني جدا ويؤلمني، لا دري كيف أتعامل معهم وأنسى كل ما يشعرونني به؟
وينتابني إحساس في أكثر الأحيان بأن ليس هناك من يحبني حقا ويهتم لي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ foz حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحبا بك، ونسأل الله أن يتولاك بحفظه، ومما أنصحك به.
- بداية قوي صلتك بالله تعالى، واحرصي على المداومة على الطاعات والقربات، واكثري من ذكر الله تعالى والاستغفار، وبهذا ستجدين الخير الكثير من المحبة وحسن المعاملة من الآخرين فقد قال تعالى: { إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمٰن ودا }[ سورة: مريم - آية: 96 ]، ومع البعد عن الله والتقصير في الطاعات يحصل الوحشة في القلوب ويقع التنافر، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما تواد اثنان، ففرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما" رواه أحمد.
- ومما أنصح به أيضا أن تستمري في العلاقة الطيبة مع من حولك وأؤكد على الجلوس معهم، والإهداء لهم، والسؤال عن حالهم، حتى تنشأ بينكم المودة والوئام.
- وشيئا آخر أحب أن أضيفه أن تكثري من الدعاء بأن يرزقك الله حب الآخرين لك، فعن أبي هريرة قال: قلت: يا رسول الله، ادع الله أن يحببني أنا وأمي إلى عباده المؤمنين، ويحببهم إلينا. قال فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اللهم حبب عبيدك هذا -يعني أبا هريرة- وأمه إلى عبادك المؤمنين، وحبب إليهم المؤمنين"، فما خلق مؤمن يسمع بي، ولا يراني إلا أحبني"، رواه مسلم.
- ومما أنصحك به أن تتجاهلي ما يحدث وكأنه شيء عابر ولا تفكري فيه كثيرا، وهذا يسمى في ديننا خلق المدارة وهو التغاظي والتجاهل عما يحدث للإنسان من تصرفات غير لائقة من الآخرين، قال محمد بن الحنفية: "ليس بحليم من لم يعاشر بالمعروف، من لا يجد من معاشرته بدا، حتى يجعل الله له فرجا"، وأرجو أن لا تجعلي هذه المعاملة منهم تشكل لك أزمة نفسية أو مشكلة في حياتك، فالحياة مليئة بالكدر والصفو فيها قليل، والذي يكرهك اليوم قد يحبك غدا، فكوني متسامحة صاحبة روح عالية في سمو الأخلاق، واستمري فيما أنت عليه من الإحسان إليهم وسترين خيرا -بإذن الله تعالى-.
وفقك الله لمرضاته.