كيف أتخلص من الخوف والقلق المستمرين؟

0 31

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من الخوف والقلق الدائم، وأفكر دائما في الموت، واكتشفت أن لدي ارتجاعا بسيطا في الصمام الميترالي وارتجاعا متوسطا في الصمام الأورطي، بعدها حياتي تحولت لخوف وقلق أكثر، تواصلت مع الطبيب، ونصحني بالتربتيزول 10 جم قبل النوم، والأندروا 10جم بعد الغداء، ولكني توقفت حتى لا أدمنهما، فعادت حالتي النفسية كما كانت، فما نصيحتكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسلام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن سعداء – يا أخي – أن تشاركنا في الشبكة الإسلامية، ويظهر أنها المشاركة الأولى.

المخاوف أمر طبيعي جدا، والمخاوف جزء من الطاقات النفسية الوجدانية المطلوبة في حياتنا، من لا يخاف لا يحمي نفسه، لكن قطعا إذا زادت عن الحد المطلوب – الحد الطبيعي الحد الصحي – تتحول إلى نوع من التكوين المرضي.

الخوف من الموت – أخي الكريم – يجب أن يكون موجودا في حياتنا، لأنه يذكر بالآخرة، والخوف من الموت يكون خوفا قائما على الأسس الشرعية، وهذا يعني أن يقتنع الإنسان بأن الموت آت ولا شك في ذلك، وأن يعمل الإنسان لما بعد الموت، وأن يكون الإنسان مستعدا للقاء ربه في جميع الأحوال. هذا – يا أخي – ينزع منك كل خوف مرضي.

الناس تخاف من الموت خوفا مرضيا لأنها كثيرا ما تكون بعيدة عن الله تعالى، وفي ذات الوقت تكون هنالك تأويلات وتفسيرات خاطئة لكثير من الأحداث الحياتية.

أحسب – أخي الكريم – أنه فيك خير كثير، وأنك شاب، لديك تطلعات وآمال في هذه الحياة، فركز على هذه التطلعات وعلى هذه الآمال، اصرف انتباهك تماما عن موضوع الخوف هذا، حافظ على صلواتك الخمس في وقتها، وأنت مرشد سياحي وأعرف أن عمل بعض مرشدي السياحة قد يدخلون في مخالفات شرعية، أحسب أنك لست من هؤلاء أبدا، الصلاة في وقتها هي عمود الأمر، الدعاء، الذكر، وردك القرآني، برك لوالديك، صلة لرحمك، وأن تكون شخصا متميزا برفعة الأخلاق؛ لأن صاحب الخلق العظيم أطري وأثني عليه كثيرا في الدين، سأل أحد أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أي المؤمنين أفضل؟ أجابه صلى الله عليه وسلم فيما معناه (أحسنهم خلقا) فهذه – يا أخي – كلها أمور تزيل الخوف، تزيل التوتر، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: لابد من ممارسة رياضة، الرياضة تؤدي إلى إفرازات كيميائية إيجابية جدا، وحافظ أيضا على تمارين الاسترخاء، هي تزيل الخوف والتوتر.

موضوع الصمام المايترالي والارتجاع البسيط: هذه – يا أخي – أمور طبيعية جدا، وليست مرضية، لا تتوهم أبدا أنك مصاب بمرض، عش حياة صحية: الليل المبكر، ممارسة الرياضة، الصلاة في وقتها، التغذية المتوازنة، حسن إدارة الوقت، صلة الرحم، بر الوالدين، القراءة، الاطلاع، مصاحبة الصالحين، هذه هي الحياة الطيبة – يا أخي – الحياة الإيجابية، ومن يقوم بذلك قطعا سوف يرتقي بصحته النفسية وصحته الجسدية، و-إن شاء الله تعالى- يكون حسن المآل في الدنيا والآخرة، هذا هو ما أنصحك به.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فيا أخي الكريم الـ (تربتزول) ليس دواء إدمانيا، وكذلك الـ (أندروا) هذه ليست أدوية إدمانية أبدا، أدوية سليمة وفاعلة، وجزى الله خيرا طبيبك هذا أن نصحك بها، فأنا أضمن لك سلامتها، لكن لا تستمر عليها لفترات طويلة، يمكن أن تتناولها مثلا لمدة شهرين إلى ثلاثة، بعد ذلك اجعل التربتزول عشرة مليجرامات يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عنه، واجعل الأندروا خمسة مليجرامات يوميا مثلا لمدة أسبوع إلى أسبوعين، ثم توقف عن تناوله.

لكن لا بد أن تكون هنالك البدائل التعويضية التي تحدثنا عنها: الرياضة، حسن إدارة الوقت، التفكير الإيجابي، تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين بقدر المستطاع، هذا أيضا يحسن كثيرا من النوم ويزيل القلق.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات