السؤال
السلام عليكم
أنا شاب عمري 25 سنة، أريد التقدم لخطبة فتاة ذات دين وخلق، من زميلاتي في العمل، أو ممن أراهن في الشارع، ولا أعرف كيف أختار الفتاة المناسبة، ولدي مشكلة وهي: أن لدي شقيقين أكبر مني لا يعملان، على الرغم من إحضار أكثر من وظيفة ولكنهما يرفضان، ونظرا لوجود دخل للبيت فهما يعيشان ولا يحتاجان للعمل.
عند التقدم لخطبة فتاة فإنني سأذهب مع والدتي إلى أهلها، وربما يسألون عن إخوتي، وأنا خائف من إخبارهم بأنهما لا يعملان، فقد تشعر الفتاة وأهلها بالخوف من أسرتنا، فما الحل؟ هل أخبرهم أنهما لا يعملان؟ أخاف أن يتم رفضي بسبب إخوتي، علما بأنني مستقل تماما عنهما، فهما لا يتدخلان في أموري ولا في تفاصيل حياتي.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
- بارك الله فيك، وأشكر لك حسن ظنك وتواصلك مع الموقع.
- فأما بالنسبة لرغبتك بالزواج، فهذا أمر شرعي وفطري وطبيعي لتحصيل مصالح العفة والإحصان والسكن النفسي والاستقرار والأمن العاطفي وغيره، فلا تيأس من الحصول عليها -بإذن الله- تكميلا لدينك وأخلاقك وتحصيلا لراحة نفسك.
- بالنسبة لوجود بعض إخوانك الذين لم يتزوجوا، ولا يرغبوا في العمل، فهذا لا يؤثر ولا يمنع من زواجك ولا يعيبه أصلا؛ فكل إنسان مسئول عن نفسه فحسب، قال تعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى).
- ويجب عليك إخبار أسرة خطيبتك بالحق، مع بيان كونك مستقلا عنهم وعدم تأثير ذلك في شخصيتك ونجاح زواجك، لكن يلزم إعطاء زوجتك حقها -إن اشترطت- بيتا مستقلا عن أسرتك عامة، حيث وإن غالب الزيجات المنتهية بالفشل يعود سببها إلى تدخل أسرة الزوجين مما يؤثر على قوامة الرجل واستقلالية الزوجة.
- من المهم -حفظك الله ووفقك- بصدد تحصيل الزوجة المناسبة من توسيط من تثق بدينه وأمانته ومروءته في السعي لتوفير الزوجة المناسبة، شريطة اطمئنانك إلى توفر الصفات السابقة، ويحسن النظر إليها وسؤال أهل الدراية والمعرفة بها والاطمئنان إلى حسن خلق عائلتها واتصافها بالأدب والطاعة، قال تعالى: (فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله).
- من الخطأ الكبير المؤثر على نجاح الزواج، التعجل في اختيار الزوجة؛ إذ الواجب التأكد من توفر الشروط المناسبة من حسن الدين والخلق والأمانة والجمال الذي ترتضيه فقد صح في الحديث: (تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك) متفق عليه، والمعنى أن مقاصد الناس الطبيعية في اختيار هذه الصفات والخصال الأربعة، وبيان أن أفضلها هو الدين، ولا يدل الحديث رفض الصفات الثلاث بل تقديم الدين عليها.
- ضرورة التزام العفة وغض البصر حتى يأذن الله بالزواج (وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله)، وقد صح في الحديث: (من يتصبر يصبره الله ومن يستعف يعفه الله) متفق عليه.
- ضرورة شغل النفس والوقت والفراغ بما يعود عليك بالمنفعة والفائدة في دينك ودنياك، كالاهتمام بإكمال الدراسة ومتابعة الدروس والبرامج المفيدة والرياضة والنزهة؛ لإعانتك على تنمية ذاتك وتطوير مواهبك وقدراتك ومستقبلك وشغلك عما قد يعتريك من هموم الفراغ والتخفيف من ضغوط الحياة.
- ومن المهم هنا بصدد تحصيل عون وتوفيق الرحمن والراحة والاطمئنان ودفع وساوس النفس والشيطان الحرص على تعميق الإيمان بالله تعالى وحسن الظن بالرحمن سبحانه، والثقة بنفسك وأن لا تيأس من رحمة الله، فما زلت في عمر مبكر وكم من شباب تزوجوا بمثل عمرك أو أكبر منه، مما يستلزم منك عدم المبالغة في التعلق الزائد بالزواج والمقارنة بالغير، فما أكثر الزيجات المنتهية بالمتاعب والإخفاق، كما قال تعالى: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون).
- ولا أفضل وأجمل من اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء وصلاة الاستخارة ولزوم الصلاة والأذكار والاستغفار، وقراءة القرآن والصحبة الصالحة والصدقة، وأنا كلي ثقة وأمل بأن يسددك الله تعالى ويوفقك ويعينك لما يحبه ويرضاه سبحانه، ويحقق ما تطمح إليه من عفة وستر وسكن وخير.
- أسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد وأن يلهمك الصبر والحكمة والهدى والرشاد، ويرزقك الزوجة الصالحة والنجاح في حياتك عامة.
والله الموفق والمستعان.