هل يستطيع من في الغيبوبة أن يتحرك ويفهم؟

0 36

السؤال

السلام عليكم.

لدي مريضة عمرها 75 سنة، تعاني من الضعط والسكر، أصيبت بجلطة شريان وتجمع دموي في الدماغ، وحاليا ترقد في العناية المركزة منذ 15 يوما، رفض الأطباء إعطائها مذيب الجلطات؛ لعدم انتظام ضربات القلب؛ بسبب وجود التهاب في الرئة، واكتفوا بالإسبرين وبعض العلاجات.

علما أنها تحرك شفتيها وتفتح عينها وتغلقها وترد على الأسئلة الموجهة لها وتحرك يدها، فهل هي في غيبوبة؟ وهل ستستمر هكذا كما قال الطبيب؟ وما أثر نقلها؟ وما أحدث المستشفيات في السعودية والعالم لعلاج هذه الحالة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من أهم أسباب دخول المريض أو المريضة في غيبوبة هو وجود تاريخ مرضي للسكر وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليستيرول والدهون الثلاثية، بالإضافة إلى تصلب الشرايين والسمنة، مما يؤدي إلى نزيف في المخ أو جلطة في أحد الشرايين، خصوصا مع عدم تناول علاج الأمراض المذكورة بشكل منتظم، وفي ظل عدم المتابعة الدورية للتحاليل والفحوصات.

وهناك بروتوكول عالمي لمراحل التدخل الطبي ومتى يتم إعطاء أدوية إذابة الجلطات ومتى لا يتم ذلك حسب حالة المريض، كذلك فإن توقيت الجلطة له أهمية بالغة، فإعطاء الأدوية بعد حدوث الجلطة مباشرة له دور فعال في سرعة الشفاء، بخلاف إعطاءها الدواء بعد مرور فترة طويلة، مما يؤدي إلى تلف في بعض الخلايا العصبية، ويصبح العودة إلى حالة ما قبل الجلطة أمر صعب.

والمملكة بها الكثير من الجامعات والمستشفيات الجامعية في الرياض وجدة وغير ذلك من المدن الكبرى، والمستشفى السعودي الألماني نموذج من تلك المستشفيات، وأنصحك بالمستشفيات الجامعية المجانية ذات الخدمات والكفاءات العالية، ولا داعي للسفر للخارج؛ لأن العلاج متوفر داخليا.

والغيبوبة هي حالة مطولة من فقدان الوعي، يفقد الشخص خلال فترة الغيبوبة القدرة على الاستجابة للمحيط الخارجي، ويبدو كأنه نائم، وهناك مقياس معروف لتحديد نسبة الغيبوبة ويعرف بمقياس جلاسكو للغيبوبة Glasgow Coma scale

ويعتمد هذا المقياس على ثلاثة محددات، وهي درجة استجابة العين ( نظر المريضة لمن حولها )، ودرجة استجابة الكلام والألفاظ ودرجة استجابة الحركة (حركة المريضة لشفتيها )، ولكل محدد من تلك المحددات درجة من درجات الاستجابة تحسب بالنقاط، ويتم جمع النقاط بعد ذلك، والغيبوبة الحادة والشديدة تأخذ أقل من 8، والغيبوبة المتوسطة ما بين 9 إلى 12، والغيبوبة البسيطة عند حصول المريض على 13 أو أكثر.

ويتم تشخيص الحالة من خلال التاريخ المرضي، ومن خلال التحاليل، ومن خلال عمل أشعة مقطعية وأشعة رنين على المخ وإيكو على القلب، والمفروض تم إجراء فحص دوري شامل لوظائف الكلى والكبد والدهون والسكر وأنزيمات القلب وأشعة عادية على الرئتين وتحليل بول، وعرض النتائج على الفريق الطبي المعالج لاتخاذ الخطوات التالية.

وفقكم الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات