السؤال
السلام عليكم.
تعرضت لمحاولة ابتزاز، وأثرت في ثقتي بنفسي، ولكني الآن بدأت بالتعافي، ولكن هناك بعض الأعراض التي أعاني منها، ولا أعرف كيف أعالجها؟
1-عدم الرغبة بالدراسة (جامعة) وشعور متواصل بالرغبة في النوم.
2-عدم الرغبة بالتكلم مع الناس إلا للحاجة، وعدم الرغبة بالخروج مع أصدقائي.
3- طنين خفيف بالأذن اليسرى؛ رغم إن ضغطي معتدل، ونبضاتي تقريبا 65-60 مرة بالدقيقة وقت الراحة.
4- شعور بالغيرة من المتزوجين السعيدين، وكره العلاقات الناجحة والرومنسية.....
أود أن أنوه أني حاليا أقوم بعمل حمية غذائية لإنقاص الوزن (1500 سعرة).
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بندر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
في استشاراتك السابقة أشرت إلى ما يمكن أن نسميه بأنك لديك بعض الميول الوسواسية، والميول الوسواسية تجعل الإنسان يفكر في الأمور الحياتية السلبية بصورة مضخمة جدا.
عملية الابتزاز التي تعرضت لها أنت لم توضح طبيعتها، ولكن أيا كانت إذا كان الحدث الحياتي ضخما وذا تأثير سلبي كبير على الإنسان يحدث ما نسميه (عصاب ما بعد الصدمة)، أو قد يحدث ما نسميه بـ (عدم القدرة على التكيف)، وهذا يظهر في شكل أعراض قلقية وتوترية شبه اكتئابية، وهذا هو حقيقة ما عبرت عنه من خلال مجموعة الأربعة مكونات للأعراض التي تعاني منها، تدل على أنه في الغالب عما حدث لك درجة بسيطة مما نسميه بعصاب ما بعد الصدمة، أو أن الأمر قد انتهى بشيء بعدم القدرة على التكيف، وهذا ظهر عندك في شكل أعراض قلقية اكتئابية بسيطة، ومن الواضح أيضا أنه لديك درجة بسيطة من الإجهاد النفسي والجسدي.
العلاج بسيط، هذه الحادثة التي حدثت لك قد انتهت، وأسأل الله تعالى ألا تتعرض لمثلها، والحمد لله أنت سليم في جسدك، آمن في سربك، لديك قوت يومك، فلماذا لا تنطلق انطلاقة إيجابية وأنت في هذا العمر الجميل، عمر 18 سنة، حيث الطاقات كثيرة ومكتنزة، ما الذي يجعلك تكثر من النوم والتكاسل وتنقطع من التواصل الإيجابي مع الناس، لا، يجب ألا تقبل هذا الوضع الذي أنت فيه، وأنت الذي تستطيع أن تغير نفسك، فقط انهض الآن وضع جدولا يوميا لإدارة الوقت، تحدد وقت النوم، ووقت الاستيقاظ من النوم، ووقت الصلاة، ووقت الدراسة، ووقت الترفيه عن النفس، ووقت التواصل الاجتماعي... وهكذا، وتلتزم بهذا الجدول.
ولابد أن تكون ممارسة الرياضة جزءا من حياتك، ولابد أن تعتمد فقط على النوم الليلي المبكر، وتستيقظ مبكرا – كما ذكرت لك – وتحاول أن تدرس ساعة بعد صلاة الفجر، هذا الوقت وقت استيعاب عظيم، ساعة واحدة من الدراسة في هذا البكور – والذي جعل الله فيه بركة كثيرة، كما ذكر ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم– ساعة واحدة تعادل ساعتين إلى ثلاثة من الزمن في بقية اليوم.
فحاول أن تطبق هذا الذي ذكرته لك، وتناول أيضا كوبا من القهوة في الصباح، هذا يزيد من الطاقات، ولا تنس الترفيه عن نفسك، لا تنس أن تتواصل مع من تثق فيه من الأصدقاء.
الحمية الغذائية لا أعتقد أن لها أثرا سلبيا كبيرا، إلا إذا كانت حمية قاسية جدا، حاول أيضا أن تتأكد من صحتك الجسدية من خلال إجراء الفحوصات العامة (مستوى الدم، مستوى السكر، الدم الأبيض، وظائف الغدة الدرقية، فيتامين د، وظائف الكبد، والكلى)، وهذا لمجرد التأكيد والاطمئنان وليس أكثر من ذلك.
الرغبة في الدراسة يجب أن تحفزها وتشعلها من خلال أن تتصور نفسك بعد أربع أو خمس سنوات من الآن، أين أنت؟ ما هو تحصيلك الدراسي؟ شهادتك الجامعية، الوظيفة، الزواج.
انظر للأمور بهذه الكيفية، وتوكل على الله ولا تعجز.
لا أعتقد أنك في حاجة لعلاج دوائي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.