هل حقن الأوتار الصوتية بالإبر يفيد لعلاج رداءة الصوت؟

0 35

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا إمام وخطيب مسجد -والحمد لله- أتقن التلاوة ومخارج الحروف، يساعدني صوتي عموما في إلقاء الخطبة وأي درس، لكن الأمر مختلف تماما مع التلاوة، أكاد أصبح عاجزا بسبب نوع صوتي الرقيق الحاد والضعيف، فطريقة القراءة تصعب علي كثيرا بسبب حنجرتي التي تعاني دائما من تقلب الصوت، أجد نفسي أقرأ بتلاوة متوسطة إلى جيدة مرة في الأسبوع تقريبا فقط، وفي كل الأيام الأخرى صوتي يتعبني لا أستطيع إيجاد أي صيغة، وإن وجدتها تختفي وأضطر للتبدل لصيغة أخرى ثم أفشل تماما، ولا أجد راحة وسهولة في أسلوب القراءة إلا نادرا، وأقول: ليتني كنت هكذا دائما.

في صلاة التراويح معي تلميذ أعلمه يقرأ بشكل ممتاز جدا، وأفشل حتى أضطر لترك التراويح له، زرت طبيب الحنجرة ولم يشخص بشيء، وقال: ربما حساسية، أو أنني أتحدث بصوت مرتفع.

أعاني دائما من بعض الانسداد بالأنف وضعف الشم نسبيا أحيانا، وأتنحنح كثيرا وكأن شيئا ما في حلقي أحاول إزالته لكنه يعود، كما أعاني من بعض الرهاب الاجتماعي لكن لا يؤثر علي في الأداء، وعندما أقرأ أحتاج إلى بلع الريق مع كل آية وإلا تعثر كلامي وانقطع الصوت، وهذه مشكلة محبطة.

وأنا متمكن جدا من القواعد ومخارج الحروف، ولكن المشكلة في رداءة الصوت، فهل من علاج ترونه مفيدا لي حتى يصبح صوتي خشنا وواضحا وقويا دون شوائب؟

فكرت في حقن إبرة طبية في الأوتار، وقرأت في منتدى طبي أنها قد تنفع في علاج أوتار الصوت وتقويتها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فما لديك هو بالفعل الرهاب الاجتماعي الذي ذكرته بنفسك، هذا الرهاب يسبب تشنجا في عضلات الحنجرة عند مواقف معينة، وهذا بالتالي يتعب الحنجرة بوقت قصير بسبب استخدامك لطبقات صوت عالية (صوت رفيع)، في حين أن الطبقات المتوسطة للصوت وبشدة صوت متوسطة هي الطبقات المريحة للحنجرة.

أنت بحاجة لنوعين من العلاج، الأول: هو علاج صوتي لدى اختصاصي بالنطق، حيث سيعلمك بالتدريب وعلى جلسات عديدة على استخدام الطبقات المناسبة لحنجرتك، وهذا لا يأتي إلا بالتدريب.

العلاج الثاني: هو علاج نفسي سلوكي لدى اختصاصي بالأمراض النفسية، حيث أن علاج الرهاب هو أساسا بالتدريب (أيضا) على المواقف التي تسبب لك القلق، وهذا يسمى في علم النفس بالعلاج السلوكي الشرطي، ومع التدريب والتكرار يمكن أن يزول هذا الرهاب شيئا فشيئا.

يمكن إضافة بعض العلاجات الدوائية المهدئة الخفيفة لفترة محدودة، وتحت الإشراف الطبي لاختصاصي الأمراض العصبية.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور: باسل ممدوح سمان، استشاري أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة.
وتليها إجابة المستشار: محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، نشكرك -أخي الكريم- على تواصلك مع استشارات إسلام ويب.

أولا: أنت قد أحسنت بأنك ذهبت إلى طبيب الأنف والأذن والحنجرة، وذلك ليتأكد من الحالة الطبية للحبال الصوتية، من الواضح أن مشكلتك مشكلة تتعلق بالحبال الصوتية، وربما يكون شيء من القلق والخوف البسيط قد زاد هذه الأعراض، أنا لست مختصا في أمراض الأنف والأذن والحنجرة، ولكن مما أسمعه من زملائي المختصين أن الإنسان إذا تكلم بصوت مرتفع أو تكلم همسا هذا يسبب ضغطا كبيرا على الحبال الصوتية، مما يجعل الصوت يتأرجح، يحس الإنسان بما تحس به.

كما أن الإكثار من النحنحة أمر غير مرغوب فيه تماما، حاول أن تقاوم هذه النحنحة، والذي عرفته أن بعض الناس يكتسبونها كعادة وتظل معهم مستمرة، وهذا يؤدي إلى ضغط كبير جدا على الحبال والأوتار الصوتية، فحاول أن تتجنب ذلك.

الأمر الآخر: لابد من التأكد أنه ليس لديك أحماض في المعدة، أحماض المعدة كثيرا ما تؤدي إلى ارتجاع يؤثر على الحبال الصوتية، ولاحظت أن كثيرا من الأخوة الأطباء في الأنف والأذن والحنجرة ينصحون بمقابلة طبيب الجهاز الهضمي، ومن ثم أخذ علاجات لتخفيض الحوامض المعدية.

ومن المهم جدا أيضا أن تتعلم كيف تربط التنفس بالكلام أي كان، تعلم الشهيق -أي تدخل الهواء في صدرك بقوة وبطئ، درب نفسك على ذلك- وهذا يكون عن طريق الأنف، ثم تعلم أن تمسك الهواء في صدرك لمدة أربع إلى خمس ثوان مثلا، ثم تخرج الهواء، وهذا هو الزفير، ويجب أيضا أن يكون بقوة وببطء وعن طريق الفم، ويا حبذا لو كان الشهيق استغرق سبع ثوان، ثم بعد ذلك حبس الهواء في الصدر أربع ثوان، ثم يكون الزفير -أي إخراج الهواء- سبع ثوان أيضا.

درب نفسك على هذا التمرين بمعدل خمس إلى ست مرات متتالية، مرتين أو ثلاثة في اليوم، تمرين جيد جدا.

وبعد ذلك علم نفسك أن تأخذ الشهيق ثم تقرأ أو تتكلم، هذا يعطيك رحابة في الصوت، يحسن وضع الأوتار الصوتية، وكذلك يحسن استيعاب الرئتين، مما يجعل إن شاء الله صوتا منطلقا.

هذه هي الأشياء التي أراها مهمة جدا بالنسبة لك، وكما ذكر الأخ الدكتور باسل: إذا قابلت مختصا في النطق هذا أيضا سوف يساعدك كثيرا.

درجة الرهاب التي لديك أراها درجة بسيطة، إذا كان التأرجح في الصوت يأتيك فقط حين تقرأ مثلا وأنت تصلي في جماعة كصلاة التراويح ففي هذه الحالة نقول أن قلق المخاوف قد يكون لعب دورا، أما إذا كنت وحدك وأنت في مقرأتك الخاصة مثلا، إذا كان في هذه الحالة يأتيك ما تشتكي منه فهذا لا علاقة له بالرهاب، فيكون الأمر متعلق فقط بالحبال الصوتية.

عموما ما دامت لديك درجة من المخاوف حاول أن تحقرها، وحاول أن تواجهها، ولا تهتم بها كثيرا، والتمارين الاسترخائية سوف تفيدك.

إذا لم تتحسن بعد أن تقابل الأطباء الذين ذكرتهم لك -طب الأنف والأذن والحنجرة، وطبيب النطق- يمكنك أن تتواصل معي مرة أخرى ونرى إن كنت تحتاج لدواء مضاد للمخاوف أو لا.

أما بالنسبة لحق الأوتار الصوتية بالإبر فهذا لا أنصح به أبدا، إلا إذا كان هذا هو رأي طبيب الأنف والأذن والحنجرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات