السؤال
السلام عليكم.
أصلي الفجر وبعد أن أذهب للنوم مرة أخرى يحدث لي شلل مؤقت أثناء النوم وكأنني أحتضر، مما يسبب لي الخوف والتعب الشديدين، وإذا كنت نائما وأيقظني شخص لسبب ما، ثم عدت للنوم مرة أخرى يأتيني الشلل في الفترة ذاتها، على الرغم أنني مواظب على الأذكار وقراءة آية الكرسي يوميا.
أرجو الإفادة من حضراتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
النوم لا شك أن له مراحل وله خطوات وله دورات، وهو يعتمد على الحالة الجسدية والنفسية والهرمونية عند الإنسان.
النوم الصحي دائما هو النوم الليلي، والنوم يبدأ بدايات خفيفة -وهذه هي المرحلة الأولى- ثم بعد ذلك ينتقل الإنسان للمرحلة الثانية، ثم الثالثة، ثم الرابعة، ودورة النوم تحدث كل تسعين دقيقة، بمعنى أن الإنسان يدخل في شيء من اليقظة الخفيفة كل تسعين دقيقة، بعض الناس لا يشعرون ذلك؛ لكن هو الذي يحدث.
ومن الظواهر التي تحدث أيضا شيء من الهلاوس أو الهلاوس الكاذبة -كما أحب أن أسميها- في بدايات النوم لدى بعض الناس، خاصة إذا استيقظ النوم ثم أتى لينوم مرة أخرى، أو كان الإنسان مجهدا، أو كان الإنسان يتناول كميات كبيرة من الكافيين، أو كان مدخنا، وموضوع الشعور بالشلل هو نوع من هذه الهلاوس الكاذبة، هو مجرد شعور، لا يوجد -إن شاء الله تعالى- أي نوع من الشلل.
فيا -أخي الكريم-: هذه الظاهرة معروفة، وهي تكثر لدى الكثير من الناس، ولا أريدك أبدا أن تنزعج لها.
طبعا إذا لم تنام بعد صلاة الفجر قد يكون هذا هو الأمثل والأحوط النوم ليلا مبكرا، مارس بعض التمارين الرياضية، وبعد أن تصلي الفجر، اجلس واقرأ وردك القرآني، جهز نفسك للعمل، وهذا في حد ذاته أمرا طيبا، أو لا تحاول أن تنام بعد الفجر حتى وإن لم يكن لك عمل، حاول أن تكون على السرير وفي حالة استرخاء، وبعد ذلك إذا تاك نوم سوف يأتيك كنوم مريح.
وأريدك أيضا أن تطبق بعض تمارين الاسترخاء البسيطة، تمارين التنفس التدرجي جيدة جدا ومفيدة جدا، إسلام ويب أعدت استشارة رقمها 2136015 يمكنك أن تطلع عليها وتطبق ما بها من تمارين.
عموما: هذه الظواهر ظواهر موجودة، طبيعية، كثيرا ما تكون مرتبطة بالوقت الذي يتخيره الإنسان للنوم ليس وقتا صحيحا، أو أن يكون الإنسان مجهدا جسديا أو مجهدا نفسيا، هذا أيضا يحدث.
أنا أعتقد لو أنك حسنت نومك ليلا هذه الظاهرة سوف تقل كثيرا.
يمكنك أن تتناول عقار بسيط يعرف علميا باسم (إميتربتالين) واسمه التجاري هو (تربتزول)، وهو دواء بسيط، ليس إدماني، وهو في الأصل مضاد للاكتئاب، لكن أنت ليس لديك اكتئاب، هذا الدواء بجرعة صغيرة يحسن النوم ويقلل التوترات، تناوله بجرعة عشرة مليجرام فقط ليلا لمدة شهر، ولاحظ بعد ذلك استجابتك له.
احرص على ممارسة الرياضة، وقلل من تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين كما ذكرت لك.
قطعا أنا سعيد جدا أن أسمع أنك مواظب على الأذكار وقراءة آية الكرسي، ولا تنسى وردك القرآني، وجزاك الله خيرا أنك تؤدي صلاة الفجر في وقتها مع الجماعة، وأنت في كنف الله وحفظه.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.