السؤال
السلام عليكم..
دائما ما أحاول التقرب من رب العالمين، ولكني كلما صليت أشعر بأن صلاتي غير مقبولة، بسبب الوسوسة التي تخبرني بأن هناك نقصا في صلاتي، أو أن تشهدي فيه خطأ، أو أن صلاتي في الاتجاه الخطأ.
كما أني عندما أنوي التصدق، يأتيني شعور بأنه لا داعي للتصدق على هذا الشخص فهناك من هو أحوج منه، أو أن هذا الشخص نصاب؛ لأني تعرضت لمواقف نصب كثيرة، فبماذا تنصحني؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخي الكريم- وردا على استشارتك أقول:
ما تعاني منه نوع من الوساوس الشيطانية التي يريد الشيطان من خلالها أن يصدك عن عبادة الله تعالى، وعلاج هذه الوساوس سهل ويسير، لكنه يحتاج منك إلى عزيمة وجد وإصرار على الانتصار عليه، من خلال ما يأتي:
احتقار تلك الخواطر والوساوس وعصيانها، وعدم الاسترسال معها أو محاورتها، مع الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم فور ورود هذه الوساوس، وإشغال الذهن بالذكر.
عصيان ما يوسوس به الشيطان، والعمل بخلاف ما يوسوس لك إن كان في ذلك العمل نيل ثواب وأجر من الله تعالى.
ملازمة ذكر الله تعالى سواء تلاوة القرآن الكريم، أو أذكار اليوم والليلة، أو الذكر العام، بحيث يكون لسانك رطبا من ذكر الله تعالى، لأن الشيطان يخنس من الذاكرين الله تعالى يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (الشيطان جاثم على قلب ابن آدم، فإذا ذكر الله خنس، وإذا غفل وسوس).
اجتهد في تقوية إيمانك من خلال:
كثرة العمل الصالح؛ فذلك من أسباب جلب الحياة السعيدة الطيبة، يقول تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثىٰ وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ۖ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) ومن الحياة الطيبة دفع الوساوس الشيطانية.
استمر في إكمال العبادات ولا تتردد، فلا تكرر الآية أكثر من مرة، ولا تردد ألفاظ التشهد أكثر من مرة، لأن الترديد بداية الوقوع في الوسواس وهذا ما يريده الشيطان منك.
اتجاه القبلة معروف، والمساجد مبنية باتجاه القبلة، فتشكيك الشيطان في غير محله، فعليك أن تدفع تلك الوساوس بعدم الإصغاء إليها، مع الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم فور ورودها، حتى لو كنت في الصلاة، ففي الحديث أن عثمان بن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثا، قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني) فهذا علاج نبوي ناجع فعليك به.
الصدقة تقع موقعها، ويأجرك الله تعالى حتى لو كان الشخص ظاهره أنه فقير وباطنه خلاف ذلك؛ لأن التعامل مع الناس يتم من خلال الظاهر، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: قال رجل لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته، فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدثون: تصدق الليلة على سارق، فقال: اللهم لك الحمد لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته، فوضعها في يد زانية، فأصبحوا يتحدثون تصدق الليلة على زانية، فقال: اللهم لك الحمد على زانية؟، لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته، فوضعها في يد غني، فأصبحوا يتحدثون: تصدق على غني، فقال اللهم لك الحمد على سارق، وعلى زانية، وعلى غني، فأتي فقيل له: أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته، وأما الزانية فلعلها تستعف عن زناها، وأما الغني فلعله أن يعتبر، فينفق مما آتاه الله. رواه البخاري بلفظه.
تضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وسل الله تعالى أن يذهب عنك هذه الوساوس مع العمل بما ذكرت لك سابقا، والاستعانة بالله تعالى، والإصرار على الانتصار على الشيطان الرجيم.
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.