السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا على ما تقومون به لخدمة الناس.
أخي يبلغ من العمر 25 سنة، مصاب بالصرع منذ 10 سنوات، علما أن الجرعات تغيرت كثيرا من قبل الطبيب خلال هذه السنوات، وهي في تزايد حتى قبل سنة، وصف له الطبيب جرعة دباكين 1000 ملغ مرة واحدة مساء، وخلال آخر 3 أشهر عانى من نوبة الصرع 6 مرات، وآخر مرة قبل شهر عانى من النوبة مرتين في ثلاث ساعات.
أخذت أخي إلى الطبيب وزاد له الجرعة إلى 1500 ملغ، في الصباح 750، وفي المساء 750، وإلى الآن لم تعاوده - الحمد لله -.
أنا قلق عليه لأنه يستخدم الحاسب والجوال لساعات كثيرة، ويسهر كثيرا، ولم يستجب للنصح من ضرر السهر والأجهزة.
سؤالي: هل هذه الجرعة كافية رغم السهر واستخدام الأجهزة؟ وهل هناك ضرر وتبعات على الجرعة العالية التي يستخدمها الآن؟ وكيف أقنعه أن الدواء وحده لا يكفي بل عليه الالتزام والابتعاد عن محفزات الصرع؟
شاكر ومقدر لكم جهودكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله تعالى لهذا الأخ الصحة والعافية.
أعتقد أن هذا الأخ في عمر يستطيع أن يستوعب النصائح الطبية، فأرجو أن نرفع من مستوى ثقافته الطبية والمعرفية فيما يتعلق بمرض الصرع، وأعتقد أن ذلك هو واجب الطبيب، أن يشرح له طبيعة المرض، ما الذي يحدث في دماغه، ما التغيرات التي حدثت فيما يتعلق بنشاط البؤرة الكهربائية في الدماغ، في أي منطقة من الدماغ هي؟ ما هي التحوطات التي عليه أن يتخذها؟ وكيف أنه يمكن أن يعيش حياة طبيعية وفاعلة وممتازة جدا؟
أعتقد هذا واجب الطبيب، وأنتم تؤكدون بعد ذلك على ما قاله الطبيب. هذا من ناحية.
من ناحية أخرى: الهدف في علاج الصرع هو ألا تأتي نوبات أخرى، وهذا - إن شاء الله - يحدث في حوالي 85% من مرضى الصرع، بشرط أن يكون هنالك التزاما بالعلاج، وأن تكون جرعة العلاج صحيحة، ومدته صحيحة، وتكون هنالك متابعة طبية منتظمة مع الطبيب. هذه هي الأسس الرئيسية.
عقار دباكين من الأدوية الممتازة، وهو فاعل جدا، وتحسب جرعته حسب الوزن. نستطيع أن نقول أن لكل كيلوجرام من وزن الإنسان تعطى جرعة خمسة وعشرين مليجراما، أو عشرين مليجراما، وفي بعض الحالات نقول: حتى ثلاثين مليجراما.
دعنا نأخذ المتوسط، وهو خمسة وعشرين مليجراما، إذا كان شخص وزنه مثلا سبعين كيلوجرام فهذا يعني أن الجرعة التي يمكن أن يتناولها هي ألف وسبعمائة مليجرام، وهكذا.
جرعة الألف وخمسمائة مليجرام التي يتناولها هذا الأخ هي جرعة كافية جدا، وأنا لا أحبذ أن ترفع الجرعة أكثر من ذلك، ولا قدر الله إذا أتته نوبات صرعية هنا من الأفضل أن يضاف دواء آخر مثل الـ (كيبرا) مثلا، وهذه الأمور كلها معروفة لدى الأطباء، فدعنا نحافظ على هذه الجرعة، ونتمنى ألا تحدث له نوبات، والشيء المهم، بل المحك الرئيسي لنجاح العلاج هو الالتزام التام بالجرعات في وقتها، لأن التأخر أو عدم أخذ جرعة مثلا لمدة أربع وعشرين ساعة أو ثمانية وأربعين ساعة؛ هذا قد يؤدي إلى ما يسمى بالنوبات الانسحابية، وهي نوبات صرعية شديدة جدا.
فأخي الكريم: هذا هو الذي أود أن أنصح به، وقطعا موضوع السهر واستخدام الأجهزة ليس أمرا جيدا، وكما ذكرت لك نحاول أن نساند هذا الأخ ونرفع من درجة استيعابه المعرفي فيما يفيده وما لا يفيده.
الدباكين - كما ذكرت لك - دواء سليم، فقط في بعض المرات قد يرفع من أنزيمات الكبد، وهذا يعتبر شيئا طبيعيا ويحتاج للمتابعة فقط، قد يؤدي أيضا إلى زيادة في الوزن، وقد يؤدي إلى تساقط في الشعر، وهذا أمر طبيعي جدا، إن حدث فقط نلفت نظر الطبيب لذلك، وتتم المتابعات المنتظمة كما ذكرت لك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.