السؤال
السلام عليكم
لدي وسواس قهري، أو هو أقرب ما يكون لكثرة التفكير حديث نفس، وأنا دائما مرهق، وأعاني منه منذ الصغر، وكنت أتجاهله، ومنذ فترة أصابني وسواس قهري عن الإيدز، لكنه الآن أصبح وسواسا قهريا في الدين بعد أن التزمت.
أعرف أنها وسوسة شيطان لكني مصاب بكثرة التفكير، فوسوسة الشيطان عندي تكون شديدة، ولا أملك قدرة مالية على مراجعة طبيب ننفسي في بلدي يكلف كثيرا، وطلبي هو أني أريد أبدأ على دواء يساعدني.
قرأت عن أدوية كثيرة لكن لا أعرف ما الوصفة والجرعة التي أبدأ فيها.
أرجو مساعدتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
لابد أن نتأكد من التشخيص، الوسواس القهري مرض نفسي، له معايير تشخيصية لابد أن تتوفر حتى نصف العلاج الدوائي.
كثير من الناس قد يأتيهم شيء من القلق وتداخل في أفكارهم وعدم القدرة على التركيز، ووسوسة بسيطة: هذا لا نسميه وسواس قهري، في الوسواس القهري لا بد أن تكون الفكرة مستحوذة، وملحة، ومتسلطة، يجد الإنسان صعوبة في مقاومتها، وإن قاومها يحس بقلق شديد، وربما يكون الوسواس في شكل أفعال، أو أنماط رتيبة، أو طقوس، أو مخاوف، وهذا بجانب الأفكار.
أنت أعطيت تلميحات أنك ربما يكون لديك شيء من الوسواس، لكن لست متأكدا إن وصل لمرحلة قهرية أو استحواذية أو الذواتية.
عموما: نصيحتي لك هي أن تحقر هذه الأفكار، وأن تنظم وقتك بصورة إيجابية، وأن تمارس الرياضة، وأن تجالس أصدقائك، لأن حسن إدارة الوقت تفيد، والفراغ يزيد من الوسواس، الحرص على الصلاة والاستغفار، وأن تكون إيجابيا في تفكيرك، أن تتواصل اجتماعيا، أن تكون بارا بوالديك، ولابد أن تكون لك آمال وطموحات خاصة فيما يتعلق بدراستك.
هذا كله يجعلك تصرف انتباهك بدرجة معقولة عن هذه الوسوسة، وأعتقد أن هذا سيكون بالنسبة لك كافيا جدا.
الأدوية بسيطة ومعروفة، لكن لا تستعجل لتناولها، من الأدوية الممتازة التي تناسب في حالات الوسواس القهري الحقيقي - إذا تأكد التشخيص - عقار بروزاك، والذي يسمى علميا (فلوكستين) عقار سليم، جيد، غير إدماني، وجرعته تتفاوت من كبسولة واحدة في اليوم إلى أربع كبسولات يوميا.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.