السؤال
السلام عليكم.
أنا طالبة جامعية، نشأت بيني وبين دكتورة لي علاقة ود صافية، منبعها حب الله، والذود عن دينه، والنصح للناس، والتطوع في عمل الخير والنشاط فيه، وهي امرأة أحسبها والله حسيبها أنها تحب الله ورسوله، وهذا دافعها الأول لكل خير، عندما تقصر ينقص ودي لها، وأحس بنفور بسيط، وعندما تكون على أمر الله ورسوله أعجب بصدقها، وطيب خلقها، وعمارتها للأرض بما يحبه الله.
الشاهد أني مرضت، وانقطعت عن الدراسة، فكانت تسأل عني بين الحين والآخر واعتدت ذلك منها، فهي تنصحني وترشدني وتحثني على الخير، ولكن أحس بأني أوسوس في علاقتي معها، فأخبرتها بذلك، وطلبت منها ألا تتواصل معي، وأحس بأنها بدأت تحد من العلاقة، وفي قلبي حزن، وودت أني لم أقل ذلك، لأننا كنا لله الحمد على الطريق الصحيح، وأحس بأني أظهرت نفسي بصورة خاطئة، فمشاعري لها طيبة طاهرة، والحمد لله على كل حال، فبماذا تنصحوني؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونسأل الله أن يكتب لك الشفاء والعافية، وأن يديم الود والحب فيه سبحانه بينك وبين معلمتك، وأن يلهمك السداد والرشاد والطاعة لرب العباد.
لا يخفى على أمثالك من الفاضلات أن من وجدت أختا صالحة مصلحة ناجحة لها ينبغي أن تحافظ عليها وتتقرب إلى الله بالوفاء لها، ونأمل أن تقدر الدكتورة المذكورة آثار المرض عليك، وأن تتجاوز ما حصل منك تجاهها، ونتمنى أن تعتذري لها حتى يزول ما في نفسها، ونعتقد أنها سوف تقبل منك وتقبل عليك، ولا شك أن سؤالها عنك دليل على اهتمامها بك، فبادليها المشاعر والاهتمام.
وكم تمنينا لو أنك وضحت نوع الوسوسة الحاصلة في العلاقة، ولكننا ندعوك في كل الأحوال إلى إهمال تلك الوساوس، وتقديم حسن الظن، والتشاغل بالذي هو خير، واعلمي أن هم الشيطان هو أن يحزن أهل الإيمان، وطمعه هو أن ينشأ العداوات بين الناس، فعاملي عدونا بنقيض قصده، واعتذري للدكتورة، وسوف تفوزي بدعائها، ونسأل الله أن يوفقك.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يسدد خطاك.