خطيبي يريدني أن أسكن في القرية وأنا بنت مدينة

0 430

السؤال

السلام عليكم.

أنا أحب شخصا يقطن في الخارج، ينوي الزواج بي، طلب مني أن أتحجب ففعلت، عندما جاء قال إذا أردت الزواج فسوف أبني بيتا قرب العائلة وتسكنين، أنا لم أرفض، لكن المشكل أن المنزل في القرية، وأنا فتاة من المدينة لا أقدر على الحياة هناك خصوصا مع أمه التي توفي زوجها، ومع أخيه العازف عن الزواج.

هو يريدني أن أمكث مع أمه دون أن يجرح مشاعري، لكن لا أقدر، عشت في المدينة طوال حياتي، ومتعلمة مثقفة، لا أعرف ماذا أفعل، لا أريد أن أفقده، لطالما حلمت بشاب مثله متدين وخلوق، لم أعد قادرة على تركيز في العمل، لا آكل لا آنام، وهو ينتظر مني الجواب لأنه سوف يأتي بعد شهر، أرجوكم ساعدوني على حل هذا المشكل، لا أريد أن يتخلى عني، أرجوكم أصبحت مريضة لا أقوى على التفكير.
جزاكم الله كل خير.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ ليلى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعيننا جميعا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وبعد:
فإن صاحب الدين لا يرد، والبعد عن المدينة لا يضر، فلكل من القرية والمدنية ميزات مختلفة، وأرجو أن تسعدي في بيئة القرية التي تتميز بالترابط والتراحم، ولا أظن الفرق في زماننا أصبح كبيرا بين القرى والمدن.
وإذا كان الانتقال بكامل أسرته إلى المدينة صعب، وكذلك مصاحبته في سفره، فليس أمامنا إلا السكنى في القرية؛ حتى يتمكن من رعاية أمه وأداء حقوقها، والاطمئنان عليها بوجودك إلى جوارها، ويمكن في المستقبل أن ترتبوا أمر الاستقرار في المدينة أو السفر إليه إن أمكن ذلك.
والمسلمة إذا لم يتبين لها الصواب فإنها تسارع باللجوء إلى القدير الوهاب، وتصلي صلاة الاستخارة التي كان رسولنا يعلمها للصحابة كما يعلمهم السورة من القرآن، وتحرص الفتاة المسلمة على مشاورة الصالحات ممن عندهن خبرة، وعليك بمشاورة محارمك من الرجال أيضا، فهم أعرف بالقرى وأهلها، ولن يندم من يستخير ربه ويستشير الصالحين والصالحات، وكثيرا ما يحتاج الإنسان إلى تقديم بعض التضحيات من أجل تحقيق الرغبات، وأرجو أن توازني بين السلبيات والإيجابيات ثم تحكمي، وإذا كان الرجل صاحب دين فإن الأمور الأخرى سوف يسهلها الله، وأرجو أن تسعدي بصحبة رجل تجدين في نفسك ميلا ومودة له، وليس للمتحابين مثل النكاح، ونوصيك باحترام والدته والاجتهاد في خدمتها، والصبر على تصرفاتها، فإن هذا يزيد من مكانتك عنده، ويجلب لك تقدير والدته وأسرته، وتذكري أن عاقبة الصبر طيبة، وأن الله يجازي أهله بغير حساب، وبالصبر يبلغ الإنسان أرفع الدرجات، وينال ما يتمنى، قال الشاعر:
بالصبر تبلغ ما تريد وبالتقوى يلين لك الحديد
ونوصيك بتقوى الله وطاعته، وكثرة اللجوء إليه، والمداومة على ذكره وشكره وحسن عبادته، ونتمنى لكم كل توفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات