السؤال
السلام عليكم
أنا دائما أعنف طفلتي بالضرب والصراخ؛ ابنتي بعمر 3 سنوات ونصف، ولكني توقفت الآن عن تعنيفها، لأنها أصبحت عنيفة مع الأطفال، وطول الوقت تصرخ، وهي شديدة الحركة والأذى من رسم على الحائط إلى سكب الأشياء وغيرها.
أصبحت أعطيها وقتا أكبر، وألعب معها، أريد أن أعرف هل ما كنت أفعله سيبقى له تأثير عليها في المستقبل؟
علما بأننا نعيش في بلد أجنبي لوحدنا، وأنا ليس لدي غيرها، أحبها وأشعر بتأنيب الضمير لما فعلته، لكني أريد أن أنسيها كل ما حدث، وأريد أن تصبح طفلة طبيعية.
أرجو مساعدتي؟ ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Jolnar حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يقر عينك بصلاح طفلتك، وبتحقيق الآمال.
سعدنا بتوقفك عن الضرب والصراخ، ونبشرك بأن العلاج ممكن -بحول الله وقوته-، فاستمري في التواصل مع موقعك، وواصلي الإحسان لطفلتك، وركزي على ما فيها من إيجابيات، واشغليها بالخير قبل أن تشغلك، واعلمي أن كثرة الحركة المذكورة من دلائل النبوغ، كما جاء عن ابن عباس -رضي الله عنه-: (عرامة الطفل دليل على نبوغه)، وهو ما ثبت في كثير من الدراسات العلمية التربوية الحديثة.
الطفلة التي هذه صفاتها تحتاج إلى مربية حاضرة، وقد أفرحنا لعبك معها وقربك منها، ونوصيك بما يلي:
- الدعاء لها ولنفسك.
- الطاعة لله، فإنها سبب لصلاح الذرية.
- فهم طبيعة المراحل العمرية، وستمر بمرحلة الثورة العاطفية وثورة السلوك، وتحتاج إلى معرفة حدود الملكية، وستصل إلى مرحلة الدوران حول النفس (الأنانية)، ثم مرحلة التفكر، ومرحلة المغامرة، ومرحلة الاستقلال لتصل عند السنة العاشرة، إلى مرحلة البحث عن المكانة العائلية.
- الصبر على الطفلة.
- التوقف عن الصراخ بما له من آثار سالبة.
- الاهتمام بما يحصل من الصواب، والتغافل عن الخطأ والتقصير.
- عدم تذكيرها بالأخطاء السابقة.
- تجنب كثرة اللوم والعتاب لأن ذلك يعودها ركوب الصعاب.
- تدريسها الأشياء الشرعية.
- ربطها برفقة صالحة.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.