السؤال
أنا طالبة في الصف الأول ثانوي، قدمت تركيا هذا العام، كنت في السعودية طالبة متميزة مجتهدة قيادية فيما يخص الأنشطة الدراسية.
عند قدومي تركيا أول الصيف شعرت بالإحباط والخوف، فأنا أحب دائما التخطيط لمستقبل واضح المعالم، لكن كل شيء كان مبهما، فضلا عن أن أهلي توقعوا مني التمييز مما زادني خوفا.
قضيت العطلة بفصول دراسية خاصة مع إخوتي، لكن أظن أننا لم نكن جادين ومجتهدين كما ينبغي، التحقت بالمدرسة وأوقفنا الفصول الدراسية لفترة، وكان دخولي للمدرسة كارثة، فأنا لم أكن أفهم شيئا، ولم أكن أشارك أو أجيب أو أفعل شيئا، كنت أشعر بالغباء، كنت أشعر بازدراء المدرسين لي، حتى في المجال الاجتماعي، ورغم أن غالبية الفصل عرب، فشلت في تكوين صداقات أو حتى المشاركة في الأحاديث، كنت الطالبة المعقدة في الفصل، كنت أعجز عن التكلم حتى باللغة العربية، وإن صدف ونجحت في المشاركة في حديث ما وبطبيعتي الحقيقية تندهش الطالبات كثيرا ولا يصدقن أنني نفس الفتاة، لكنني أعود لما كنت عليه وأشعر بالعزلة.
كل هذا لا يعد مشكلة، فالمشكلة الأهم بدأت عندما رسبت في امتحان القبول الذي تقيمه وزارة التربية التركية، وتمت إحالتي إلى قسم خاص في المدرسة، مع معظم المستجدين القادمين من الدول العربية.
أول مرة أفشل في امتحان، أول مرة وأنا لم أعتد إلا على العلامات المرتفعة حقيقة، معلمتي صدم، حاولت الدراسة، حاولت التأقلم، لكني فشلت حتى على المستوى الاجتماعي، وأشعر بالعزلة التي تزيد يوما بعد يوم، والغباء الذي يتفاقم، وغالبا لا أستطيع الإجابة حتى وإن كان السؤال سهلا.
أحضرت لي أمي مدرسا خاصا وكان تقيمه لي أنني ممتازة ومثابرة، لا بل وأفضل من كل طلابه، وقدمت اختبار تجريبي نجحت فيه، لكن علامتي متدنية بينما علامات صديقاتي المقربات -إن صح وصفهن بهذا الوصف- كانت عالية جدا، أستاذي في تقيمه الأخير قال أن المشكلة نفسية بحتة.
أفكر أحيانا بترك المدرسة فعليا ودون ندم، الأمور تزداد سوءا، فأنا كل يوم أذهب إلى المدرسة خائفة حزينة، وأعود محطمة غبية منبوذة، اكتشفت اليوم أن صديقاتي المقربات لديهن مجموعة على الواتس أب أنا لست ضمنها طبعا، وعموما هن يتهربن من التحدث معي على الواتس عندما أكلمهن.
أنا لا أعتبر أن الأمر مهم فيما يخص الصداقة، لكنه مؤلم ويعمق فشلي، أنا لم أعد أحتمل النصح من أحد؛ لأنني أصلا عاجزة عن التنفيذ، وإن صدف ونفذت أفشل، رغم دعم عائلتي وخذلاني لهم يزيد إحباطي.