السؤال
السلام عليكم.
أنا شاب ككل الشباب، رغبة مني في الحفاظ على ديني طلبت الزواج من أهلي، لكنهم رفضوا، بالرغم من أنهم قادرون ماديا على كل المصاريف، بالرغم من شرط والده العمل حتى الزواج، ولكن في بلادنا شهادة دكتوراه بطال، ومظاهر الفحش والخلاعة منتشرة في كل مكان وزمان، وظروفي لا تسمح لي بالصوم، ماذا أفعل جزاكم الله خيرا وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل / أحمد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
بداية أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يثبتك على الحق، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يجنبك الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلك من خيرة عباده وصفوة خلقه، إنه جواد كريم .
ولدنا الأستاذ أحمد : مما لا يخفي عليك أنه قد جرت عادة الكثير من أولياء الأمور ألا يقدموا على زواج أولادهم، خاصة الشباب إلا بعد العمل، وهذا في ظني تصرف طبيعي وفق عادة الناس وأعرافهم، ويرون أنه لا حق للولد أو الشاب في طلب الزواج إلا من كسبه وعمل يده، هذا للأسف صار كأنه عرفا عاما في غالب بلاد العالم العربي والإسلامي، وليس والديك وحدهما، لذا أرجو أن تلتمس لهم العذر في ذلك؛ لأن تصرفهم كما ذكرت لك يوافق أعراف غالب الناس.
ورغم ذلك لا ينبغي أن يؤدي ذلك بك إلى التوقف عن مطالبتهم بذلك، خاصة وأن هناك من العلماء من ألزم ولي الأمر بتزويج أولاده ما دام قادرا، وقد ذهب إلى هذا بعض السادة المالكية.
لذا أرى أن تعرض أمرك على بعض أهل الخير والصلاح ممن لهم تقدير من أهلك؛ أن يتدخل لمساعدتك في إقناع أهلك بتزويجك، وعليك أنت بالدعاء والإلحاح على الله أن يشرف صدر أهلك لذلك، واعلم أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، فلا تتوقف عن المطالبة بذلك، ولا تتوقف عن الدعاء وسؤال الله أن ييسر لك ذلك، وأن يحفظك من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، كما أوصيك بالإكثار من الاستغفار والصلاة على البني صلى الله عليه وسلم المختار بنية أن ييسر الله لك أمرك، واحذر أن تقع على المعاصي؛ لأنك إن فعلت ذلك ?لا قدر الله? فقد حرمت نفسك رضوان الله وعونه وتأييده وتوفيقه، ولم ولن يفلح عبد يعصي الله ويخالف أمره، مع تمنياتي لك بالتوفيق والسداد أن يشرح صدر أهلك لتزويجك عاجلا .