كيف أتغلب على المخاوف وأقضي عليها بمشيئة الله؟

0 19

السؤال

السلام عليكم.

أصبت بنوبة هلع منذ فترة طويلة، واستخدمت السيبراليكس لمدة ٩ أشهر، تحسنت وأوقفت الدواء، وكنت وقتها أتابع مع طبيب جلسات بالإضافة لدواء.

الآن وبعد عدة سنوات رجعت لي نوبات الهلع والقلق والحساسية من أي تعب من نزلة معوية ودوخة وو... من أي مرض بشكل عام.

علما بأني قبل هذا أصبحت أخاف من السفر بالسيارة لمدة طويلة، أو أماكن مزدحمة، أو اجتماعات، الآن رجعت لجرعة السيبراليكس 5 ثم رفعت ل١٠ ومستمرة عليها منذ ٤ أشهر، الآن خفت نوبات الهلع، ولكن لا زالت باقي الأعراض الضيق والتعب من أي مجهود والقلق والحساسية الزائدة، أفدني بالعلاج السلوكي والدوائي جزاك الله خيرا والجرعة المناسبة، ومتى أوقف الدواء؟ وكيف أتغلب على المخاوف هذه وأقضي عليها بمشيئة الله؟

شاكرة لكم ومقدرة جهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم فهد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية.

الأرقام التي وردت في استشارتك غير واضحة، لكن إن شاء الله تعالى أحاول أن أجيب على استشارتك.

جرعة السبرالكس ليست واضحة بالنسبة لي، لكن عموما نوبات الهرع والهلع هي حقيقة نوع من القلق وليس أكثر من ذلك، والخوف التوقعي هو الذي يسبب الإشكالية الكبيرة، دائما الذين يعانون من الهلع والهرع تجد لديهم وسوسة وتوقعات سلبية وتخوف من أن النوبة سوف تأتي في أي لحظة، لا، هذا التفكير الافتراضي ليس تفكيرا صحيحا، نوبة الهلع أو الهرع حتى لو حدثت ليست خطيرة، وهي مجرد نوعا من القلق، والإنسان يمكن أن يتخلص من الهلع والفزع من خلال التعبير عن الذات، وعدم الاحتقان، وممارسة الرياضة، وتكثيف التمارين الاسترخائية، وحسن إدارة الوقت، هذا مهم جدا، الدعاء، الذكر، الصلاة في وقتها، أن يكون الإنسان دائما في جانب التفاؤل، ألا يكترث للسلبيات، أن يستفيد من وقته، أن ينظم حياته... هذا هو العلاج السلوكي، ليس أكثر من ذلك، الإيجابية في كل شيء، في الفكر وفي الشعور وفي الأفعال.

أما الأدوية فهي أدوية متقاربة من بعضها البعض، والسبرالكس يعتبر دواء جيدا ونافعا. الجرعة هي عشرين مليجراما، هذه تعتبر جرعة كافية جدا. عشرون مليجراما يوميا - مثلا - لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك تخفض إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم تخفض إلى خمسة مليجرام يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.

المخاوف يتغلب الإنسان عليها من خلال تجاهلها، واستبدالها بفكر إيجابي؛ لأن المرتكز والمنطلق الأساسي للخوف هو الفكر، فالإنسان لابد أن يطرح على نفسه سؤالا: (لماذا أخاف؟ أنا بخير، أنا في حفظ الله، الأمور كلها إن شاء الله إيجابية)، وكما ذكرنا أن الرياضة والتمارين الاسترخائية أيضا تبعث دوافع إيجابية جدا في النفس وتقاوم الخوف وتقاوم الوسوسة.

وأفضل علاج للخوف بجانب التجاهل هو التعريض، أن تعرض نفسك لمصدر الخوف، لأن الإنسان بطبيعته يتجنب مصادر خوفه، ما عدا الخوف من الله يقربك إليه، فإن كنت تخافين من الزحمة عرضي نفسك للزحمة، اذهبي إلى الأسواق، اذهبي للمناسبات، ودائما قارني نفسك وبين الآخرين: لماذا أنت تتخوفين وبقية الناس لا يتخوفون؟ لابد أن تطرحي على نفسك هذا السؤال.

السيارة: السيارة نعمة عظيمة، حبانا الله بها، فلماذا نخاف؟ على العكس نحمد الله عليها، ولا نخاف منها، والعلم بأنه (ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطئك لم يكن ليصيبك)، والعلم بأنه (لو اجتمع الناس على أن يضروك بشيء لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، ولو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك)، يعني: النافع والضار هو الله تعالى، والتوكل على الله هو السبيل والطريق في ذلك كله.

فإذا التعريض، ثم التعريض لمصدر الخوف، مع منع الاستجابة السلبية، لا تتجنبي أبدا مصدر خوفك، اقتحمي، فكرا وفعلا وشعورا، وهذا أيضا من صميم العلاجات السلوكية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات