لم أعد أرغب بإكمال دراستي لكثرة ما أعانيه!

0 34

السؤال

السلام عليكم

عندما أعمل وأنظف المنزل أو أعد الطعام أو لعمل بسيط للغاية كحمل مناديل عن الأرض أشعر بشيء يمشي على كتفي الأيسر من الخلف، يمشي كالنمل، أو كما أنه أحد يمزح معي بأصابعه من الخلف، فالتفت ولا أرى أحدا، كما أنه يؤلمني بشدة، وبرود مثلج في هذه المنطقة، وعندما أتوقف ولا أفعل شيئا يتوقف هذا الإحساس عندي.

عند قراءة التحصين أبدأ بالتثاؤب بشدة، وأنسى بسرعة ما كنت أقرأ على نفسي وعلى طفلي، بقي على إنهاء دراستي فصل واحد، تخصص دراسات إسلامية، ولا أرغب بحفظ القرآن أبدا أو أمسك كتابا، وأحفظ، ومذاكرة أي شيء، ولا أريد الذهاب للجامعة، تراودني فكرة التخلي عن الدراسة والبقاء في المنزل، ولا أخرج بالأشهر، طفلي عمره سنة، ويشرد كثيرا منذ ولادته، هل هذا طبيعي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بسمه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -أختنا الكريمة-، وردا على استشارتك أقول:

عليك أن تتعرفي على تاريخ هذه الظاهرة، هل هي من قبل زواجك أو من بعد أن فارقت الحياة الزوجية، والذي بدى لي أن هذه الظاهرة ليست قديمة، وعليه فالذي أوصيك به أن تستمري برقية نفسك صباحا ومساء بما تيسر من القرآن الكريم والأذكار المأثورة في هذا الباب، فإن عجزت عن ذلك فأنصح بالبحث عن راق أمين وثقة وبحضرة أحد محارمك من أجل أن يستكشف هذه الحالة، فإن تبين أنها نوع من المس أو حسد فاستمري بالرقية إلى أن تشفي، مع تحصين نفسك على سبيل الدوام بأذكار اليوم والليلة، والتحصن من أعين الحاسدين في حال الاختلاط بالناس، فإن العين حق، والعين تودي بالرجل إلى القبر وبالجمل إلى القدر كما ورد في الحديث الصحيح.

اجتهدي في تقوية إيمانك من خلال كثرة العمل الصالح، فإن السعادة لا تمنح إلا لمن آمن وعمل صالحا، كما قال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).

الذي فهمت من استشارتك أن طفلك رغم أن عمره سنة إلا أنه مصاب بالسرحان، وهذا الأمر ليس أمرا طبيعيا؛ لأن الطفل في مثل هذه السن يلهو ويلعب ويتحرك كثيرا، وعليه فإنه كذلك يحتاج إلى رقية وتحصين، فإن الطفل قد يصاب بالسحر والعين مثله مثل الكبير، وقد صح أن امرأة أتت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بطفلها فرقاه حتى قال: (اخرج عدو الله فإني رسول الله).

عليك أن تجاهدي نفسك في أداء العبادات، وخاصة الصلاة في أوقاتها، وأن تقرئي القرآن، وتحافظي على أذكار اليوم والليلة، وتواصلي دراستك، فمجاهدة النفس من أجل الله سبحانه وتعالى ثمرتها الهداية إلى سبل الله ونيل معيته سبحانه، قال تعالى: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين).

عليك أن تكوني صاحبة همة عالية لا تكتفي بنيل البكالوريوس، ولكن استمري حتى تأخذي أعلى الشهادات، فأمتك بحاجة إليك، وما تعانين منه سيزول بإذن الله تعالى.

تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجد، وتحيني أوقات الإجابة، وسلي الله تعالى أن يشفيك، فالشفاء بيده سبحانه وما على العبد إلا أن يعمل بالأسباب، ومن أوقات الإجابة في حال السجود، وما بين الأذان والإقامة، وفي الثلث الأخير من الليل، والساعة الأخيرة من يوم الجمعة، وما بين الظهر والعصر يوم الأربعاء.

أكثري من دعاء ذي النون (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له، يقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

أكثري من الصدقة فإن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: (داووا مرضاكم بالصدقة).

إياك أن تستسلمي لفكرة ترك الدراسة والبقاء في البيت، فإن هذه وساوس شيطانية تريد أن تجعلك عضوا خاملا في المجتمع ليس له أي تأثير، وهذا ما سيفاقم من حالتك ولن يساعدك في الخروج مما أنت فيه.

أوصيك أن تلزمي الاستغفار، وتكثري من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-، يقول عليه الصلاة والسلام: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك).

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى لك التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات