كيفية اكتساب القدرة على مواجهة الآخرين والتحاور معهم

0 407

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم.

أنا إنسانة طيبة والحمد لله، لي أصدقاء كثير والحمد لله، مشكلتي هي أن لي صديقة في كلية الطب، هذه الصديقة أحبها جدا جدا، وهي أيضا تحبني، هذه الصديقة أحيانا تجعلني لا أستطيع النوم ليلا من كثرة التفكير، فهي إنسانة ذكية جدا جدا، دائما تغلبني في كلامها ولا أستطيع الرد عليها، وعندما هي لاحظت ذلك استغلت نقطة ضعفي هذه، وبقيت دائما تحرجني وتستهزئ بي أمام أصدقائي ولا أستطيع الرد عليها، وعندما أزعل وأعاتبها لذلك تدعي أن ذلك كان مزاحا.

لا أعرف ماذا أفعل، فأنا لا أستطيع الاستغناء عنها؛ لأني أحبها، ومشكلتي هي لماذا لا أستطيع الرد على كلام أي إنسان؟ مع أنه عندما أذهب إلى البيت، وأقعد مع نفسي أقول لنفسي: كان المفروض أن أقول كذا وكذا.

أحيانا أيضا يكون بداخلي الرد ولا أستطيع أن أقوله، صديقتي لذكائها الخارق دائما تقنعني بآرائها هي وأنها الحق، وطبعا لأنها تغلبني بكلامها الذي لا أستطيع الرد عليه في الحال، لا أعرف لماذا لا أستطيع الرد على كلام الغير في الحال، ودائما الكل يغلبني بكلامه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آمنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

يظهر أن شخصيتك تحمل بعض صفات اللطف والحذر من إحراج الآخرين أو الإساءة إليهم، ولا أعتقد أنك تعانين من أي نوع من المخاوف الاجتماعية أو قصور في الشخصية.

المطلوب في مثل هذه الحالات هو أن تقومي ببعض التمارين الفكرية والذهنية بصفة يومية، بمعنى أن تضعي نفسك دائما في موضع الشخص الذي لديه القدرة على السيطرة على المواقف في حضور الآخرين، والسيطرة على المواقف هي علم وفن من الفنون الاجتماعية والإنسانية والنفسية، بمعنى إذا كنت في مناسبة اجتماعية، فيجب أن تنقلي فكرك على أنك ستكونين في مقدمة الصفوف، وسوف تكونين أكثر فعالية، وعلى سبيل المثال إذا كان هنالك شخص مريض فأنت يجب أن تضعي نفسك في موضع الشخص الذي يساعده ويمارضه ويشرف عليه، وأيضا يمكن أن تنقلي خيالك إلى أنه في حالات الانفعالات والغضب الذي يصدر من الآخرين والذي غالبا ما يؤدي إلى ثورات عصبية، يمكن أن تفكري وتضعي نفسك في أنك يمكن أن تسيطرين على هذا الموقف بقوة الشخصية والصبر والحكمة، وأن تفرضي رأيك حين يتطلب الموقف ذلك.

أما في علاقتك مع الصديقة، فأيضا يمكنك أن تقومي بإجراء بعض التمارين الذهنية، كأن تقومي بمخاطبات مع نفسك، ولكن بصوت مرتفع، وفي هذه المخاطبات يجب أن تضعي وجهة نظرك واضحة بالنسبة لهذه الصديقة، حتى يمكنك الافتراض أن صديقتك قد طرحت موضوعا وأنت لديك وجهة نظر مختلفة، فيجب أن تكرري وجهة النظر هذه وتقوليها بصوت مرتفع، وتتخيلي أن هذه الصديقة جالسة أمامك.

هنالك أيضا نوع من الإرشاد العام، وهو أن تحاولي أن توسعي من دائرة صداقتك ومعارفك، وتكوني دائمة المبادرة لخلق مثل هذه العلاقات الطيبة؛ لأن ذلك سوف يعطيك القدرة على الاقتحام والسيطرة عليها.

وأخيرا: أرجو التخلص من الحساسية المفرطة، وأن لا تقللي من قيمة ذاتك، فأنا على ثقة كاملة أن لديك الكثير من الإمكانيات النفسية والعاطفية، التي لو وجهتيها في الاتجاه الصحيحة ستجعلك قادرة على السيطرة على المواقف، وأن تكون لك كلمتك التي يحترمها الآخرين.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات