أعاني من اضطراب انفصامي عاطفي وهلوسة وأرق .. أريد خلاصا

0 30

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب لا أعرف إن كنت مريضا نفسيا، أو حتى مجنونا أو مسحورا، حسب كلام الأطباء النفسي أني مصاب باضطراب انفصامي عاطفي.

أرجو إفادتي عن هذه الحالة، وهل هناك أمل للشفاء؟ وهل هناك خطورة؟ وإذا كان يحصل، هل يحصل مع غير الإنسان؟ أم أن الذي أمر به هلوسة حسية؟

أرجو نصحي من أجل التخلص من الأرق والتخلص من الهلوسة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عابر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعتقد أنك محتاج للمزيد من التفاصيل التي يجب أن يقدمها لك الطبيب النفسي المعالج.

اضطراب انفصامي عاطفي: هذا يقصد به أنه توجد أعراض ذهانية، أعراض اضطراب عقلي مع أعراض وجدانية كالاكتئاب مثلا أو الهوس، أو المخاوف الشديدة، وهذه المسميات أرجو ألا تزعجك أبدا، كثيرا ما يساء حقيقة فهمها، وقد لا تعني أي شيء في بعض الأحيان، قد تعني مجرد ظاهرة أعراض نفسية، وضعها أصحاب المعايير التشخيصية في بوتقة معينة، وذلك ليسهلوا على الأطباء طرق العلاج وطرق التواصل العلمي ما بين الأطباء.

كل حالة في الطب النفسي الآن بفضل من الله تعالى يمكن أن تشفى، أو على الأقل ألا تتدهور ولا تزداد سوءا، ومحاولة إيقافها.

الطب النفسي الآن فيه مجالات كبيرة جدا للعلاج المفيد والنافع، بشرط أن يتقدم الإنسان مبكرا، أي: لا يعيش مع أعراضه حتى تكون مطبقة عليه، وأن يلتزم بالآليات العلاجية، إذا كانت على نطاق الدواء أو على نطاق الإرشاد النفسي أو الاجتماعي، هذه كلها حين يلتزم بها الإنسان يستفيد كثيرا.

أخي الكريم: أنا لا أرى أنه لديك أعراض ذهانية، فأنت لست بمجنون، يجب ألا تدخل نفسك في هذا النوع من التفكير، فهو مظلم جدا ويؤدي إلى الكثير من التوهمات.

السحر موجود، ونحن نؤمن به كمسلمين، لكن الله خير حافظا، وإن الله سيبطله، ولا يفلح الساحر حيث أتى، ونحن على قناعة تامة أن المسلم الذي يلتزم بصلاته وأذكاره وتلاوة قرآنه ويفوض أمره إلى الله (هم الذين لا يرقون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون) قل ما تصيبه هذه الأشياء، وإن أصابته سوف تزول بإذن الله، {إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين}.

أخي الكريم: لا تدخل نفسك في مثل هذه التوهمات.

مرة أخرى أقول لك: اذهب واجلس مع طبيبك، واحك له الأعراض بتفاصيل، وبعد ذلك -إن شاء الله- يتم الوصول إلى التشخيص، ومن حقك أن تستفسر عن كل صغيرة وكبيرة حول التشخيص، وطرق العلاج، ومآل الحالة، وهذا كله الآن متاح.

بالنسبة لموضوع التخاطر وإحساس ما فوق الإحساس وغيره: هذه الأمور كثر عنها الحديث والكلام، ولكن اختلفت الآراء أيضا حولها، وأنا شخصيا لا أفضل الدخول فيها أبدا؛ لأن الحقائق قليلة، وهنالك الكثير من التضارب في هذا الموضوع، وبكل أسف هذا الموضوع تم استغلاله من قبل بعض الذين يحاولون استغلال الناس، ويدخلوا فيهم الأوهام والشعوذة والدجل.

خذ الأمور كما هي، وتوكل على ربك، واستعن بالله ولا تعجز، والتخلص من الأرق والهلوسة: طبعا هذا يكون من خلال العلاج، العلاج الدوائي الذي يصفه الطبيب حسب التشخيص، وكما ذكرت لك توجد أدوية فعالة جدا، وتنظيم الحياة وتنظيم النوم من خلال ممارسة الرياضة، وتجنب النوم النهاري، وتثبيت وقت النوم ليلا، وتجنب القهوة والشاي في فترات المساء، والحرص على أذكار النوم، وأن تكون الحياة ذات معنى، أي أن يكون الإنسان لديه عمل أو دراسة، ويقوم بواجباته الاجتماعية، هذا كله - يا أخي - يساعد في علاج الأرق.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات