السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني كثيرا من موضوع الوسوسة أو الشك، فمثلا إذا أغلقت باب المنزل وبعدها أتركه ذاهبا يساورني الشك بأنني لم أغلقه، فأضطر للعودة مرة أخرى والتأكد من ذلك.
وكذلك الحال مع السيارة وغيرها من المواقف التي يساورني فيها الشك، بخصوص أشياء لم أتأكد بالفعل من إتمامها بالشكل الصحيح.
فما هي هذه الحالة؟ وكيفية علاجها؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
هذا فيه نوع من الوساوس، وساوس الأفعال أو الوساوس الطقوسية، لكن لا أراها وصلت لحالة مرضية، الإنسان يحتاج للوسوسة حقيقة، هنالك وسوسة صحية، لأن الوسوسة تعلم الإنسان الانضباط والتدقيق، ومن لا يوسوس حقيقة يعيش في فوضى كاملة، لكن إذا خرج هذا الوسواس من النطاق المقبول يتحول إلى حالة مرضية، وهذا يسمى بالوسواس القهري، والوسواس القهري قد يكون على نطاق الأفكار، أو الاندفاعات، أو الأفعال، وله برامج علاجية معينة.
أنا أعتقد أنك يمكن أن تقاوم هذه الحالة -أخي الكريم- مثلا: حين تغلق الباب يجب أن تكون أكثر يقظة، واذكر لنفسك مع وجدانك أنك قد قمت بإغلاق الباب، يعني: الفعل مع تفكير الذات يؤدي إلى إضعاف الفعل الوسواسي.
عليك -أخي الكريم- بأدعية الخروج من المنزل، الإنسان يسأل الله تعالى الخير، ويقول: (بسم الله، توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله) يقال له: (هديت، ووقيت، وكفيت، وتنحى عنه الشيطان)، ويقول: (توكلت على الله، واعتصمت بالله، ولا حول ولا قوة إلا بالله)، وجدناها مفيدة جدا في مقاومة هذا النوع من الشكوك.
إذا أنت محتاج ليقظة نفسية لتقوم بأي فعل ترى أنه ربما أنك توسوس حوله، وتذكر نفسك بالفعل، وهذا قطعا سوف يساعدك.
والأمر الآخر: يجب أن تعزم أنك لن تقوم بتكرار الفعل، العزم والقصد والإصرار على ألا يعود الإنسان لمصدر وسواسه؛ هذا يعالج الوسواس.
طبعا حين تصر ألا تذهب وتتأكد من الباب هل هو مغلق أم لا، هنا سوف يصيبك شيء من القلق، وهذا قلق إيجابي جدا، نحن نريده أن يحدث، لكن لا تستجيب استجابة سلبية بأن تذهب مرة أخرى وتقوم بالتأكيد هل الباب مغلق أم أنه غير مغلق، فأرجو أن تقاوم، أن تحقر الفكرة الوسواسية، وهذا هو الذي أنصحك به.
طبعا في الحالات الشديدة نعطي أدوية، هناك أدوية ممتازة مضادة للوساوس، منها (بروزاك)، ومنها عقار (زولفت)، (سبرالكس)، و(فافرين)، كلها أدوية مفيدة، لكن لا أعتقد أبدا أن حالتك محتاجة لعلاج دوائي، فهي بسيطة، ومن خلال التجاهل وتحقير الفكرة والمقاومة وعدم الاستجابة السلبية تستطيع أن تتخلص من هذه الطقوس الوسواسية البسيطة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.