السؤال
السلام عليكم.
تزوجت بفتاة قريبة لي ذات خلق ودين، وهي -الحمد لله- تحبني، وأنا أحبها، وجميعنا مرتاحون ولله الحمد، لكن أنا أريدها أن تلبس النقاب، وهي ترفض ومترددة في لبسه، أنا أعلم أن هنالك اختلافا في وجوب النقاب، لكنها حاجة في نفسي بسبب أني أغار عليها كثيرا، ولا أحب أن ينظر الرجال إلى وجهها.
وأريد أن أقنعها بلبس النقاب لا أن أجبرها عليه لكي لا يكون هنالك شيء يشوب حياتنا، فما مشورتكم علي؟ مع العلم أن لبسها للحجاب غير معتاد عليه في بلدي وأهلي، وأنا قد كلمتها من البداية بهذا الموضوع (من أيام الخطبة) وهي ردت علي أنها بإذن الله سيأتي يوم وترتديه، وما زلت في انتظار هذا اليوم، وما زلت من فترة إلى فترة يضيق خلقي بسببه.
أفيدوني الطريقة أثابكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أبو وليد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نسأل الله العظيم أن يلهمك الرشاد والسداد، وزادك الله حرصا وتوفيقا، فإن الغيرة دليل الحب؛ لأنها كراهية المشاركة فيما من شأنه الاختصاص كما عرفها العلماء الأثبات، وإذا علمت المرأة أن زوجها يغار عليها من أعين الناظرين فلتعلم أن زوجها كامل الفحولة والرجولة، وحق لها أن تفرح به، وليس أحد أغير من الله، ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن، والغيرة صفة الكرام من الرجال، وقد كان صلى الله عليه وسلم أغير الرجال، ولذلك قال للصحابة لما عجبوا من غيرة سعد بن عبادة رضي الله عنه: (أتعجبون من غيرة سعد، فوالله لأنا أغير منه والله أغير مني).
وإذا علمت المرأة العاقلة أن زوجها يغار فعليها أن تنتبه لذلك، كما فعلت أسماء رضي الله عنها حين أراد النبي صلى الله عليه وسلم -وهو زوج أختها ورسول الله- أن يردفها خلفه على الدابة فرفضت؛ لأنها تذكرت غيرة زوجها الشديدة، فرفضت أن تذهب مع الرجال.
وكم نتمنى أن تعرف كل امرأة أن جمالها وسحرها حلال لزوجها فقط، وقد وصف نساء أهل الجنة فقال: (( حور مقصورات في الخيام ))[الرحمن:72] يعني لأزواجهن فقط، ووصفهن فقال: (( قاصرات الطرف ))[الصافات:48]. فهن لا ينظرن إلى غير الأزواج، وهذا أدعى لكمال الحب وإتمام السعادة.
وإذا كنتم ولله الحمد في انسجام وتفاهم وسعادة؛ فإن التزام الزوجة بالنقاب سوف يزيد سعادتكم، والمرأة الذكية تتابع رغبات زوجها، فكيف إذا كانت تلك الرغبة في طاعة الله! وتلك والله نعمة من الله.
ولا شك أن وجود كتيبات وأشرطة للعلماء سوف يعينك على بلوغ ما تريد بحكمة، وليس من الضروري أن يكون النقاب معتادا؛ لأن الإنسان إذا كان في طاعة لله فإنه لا يبالي، بل ربما كان ارتداؤها للنقاب سببا في تشبه الأخريات به، والسير على طريق الحشمة والتستر، وتكون بذلك قد دلت على خير ولن يضيع الله أجرها.
ونحن ننصحك بما يلي:
1- اختيار المدخل الحسن إلى نفسها، وذلك بالثناء على ما عندها من الخير.
2- اختيار الألفاظ اللطيفة في نصحها.
3- إزالة الشبهات إن وجدت.
4- التعرف على أسر فيها منقبات، والذهاب بها إلى مراكز العلم والقرآن.
5- أسألها بحكمة: لمن يكون هذا الجمال؟ هل يليق بك أن تظهري هذا الجمال أمام الرجال؟ أرجو أن تعلمي أنني أغار عليك ولا أرضى أن يكون وجهك مرتعا للنظرات الحيوانية.
نسأل الله أن يزيدكم حرصا وخيرا.
وفقكم الله لكل خير.