السؤال
السلام عليكم.
تأتيني هواجس وأفكار بأني مريض بمرض خطير، وسوف أموت بهذا المرض، وتبدأ مرحلة القلق والتوتر، وأذهب للدكتور، وأعمل أشعة وتحاليل وأجدها كلها طبيعية لدرجة؛ أني عملت أسترا استكشافية على شرايين القلب، والنتيجة لا يوجد أي مشكلة عضوية، ونصحني دكتور القلب أن أذهب إلى دكتور نفسي، وفعلا ذهبت لعيادة نفسية، والدكتور كتب لي على فافرين ٥٠ مساء، والتوبمود ٥٠ صباحا ومساء، والترتيكو٥٠ مساء، منذ أكثر من شهر، ارتحت على العلاج ليلا، لكن في النهار تعاودني الأفكار والخوف والوساوس.
ذهبت لدكتور آخر رفع الفافرين إلى ١٠٠ مساء، منذ ٣ أيام زال الخوف والتوتر، وتحسنت أكثر من الأول.
سؤالي: هل الجرعة ٥٠ كانت مناسبة وكافية للشفاء أم لابد من رفع الجرعة إلى ١٠٠؟ وما هي الآثار الجانبية للفافرين؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أيمن محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك - أخي الكريم - في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
أخي: الذي يأتيك نعتبره من قلق المخاوف، وقلق المخاوف من الأمراض على وجه الخصوص أمر منتشر جدا في مجتمعاتنا؛ لأن الحديث عن الأمراض كثر، وتوجد معلومات بعضها مغلوطة ومتاحة لعامة الناس، وهذه تولد توهمات، كما أن موت الفجاءة قد كثر، والذبحات القلبية والجلطات - وغير ذلك - أصبحت منتشرة، هذا كله أدى إلى هذا الوضع التخويفي - إذا جاز التعبير - والذي أدى إلى توهمات كبيرة.
أخي الكريم: توكل على الله وسل الله تعالى أن يحفظك من كل مرض خطير أو غير خطير، وعش حياة صحية، من جانبك: الرياضة مهمة جدا، الرياضة تعالج الكثير من الأمراض الجسدية والنفسية، وأن يكون غذاؤك متوازنا، وأن تحرص على عباداتك - يا أخي - ولا تنس ذكر الله {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، هذا أيضا يمثل دفعا علاجيا كبيرا جدا، وأن تفكر في إيجابياتك، وأن تحسن التواصل الاجتماعي.
إذا أن تعيش حياة صحية في حد ذاته يقلل من الهواجس والمخاوف المرضية، هذه هي النقطة الأولى التي أود أن أؤكد عليها.
بعد ذلك تأتي العلاجات الدوائية، كثير من الأدوية حقيقة تساعد في التخلص من المخاوف، وأنت تناولت الفافرين والتوبمود والترتيكو، وسؤالك الآن هل جرعة مائة مليجرام من الفافرين سوف تكون جرعة كافية أم تظل على جرعة الخمسين مليجراما؟
أيها الفاضل الكريم: الفافرين لا يعتبر دواء مثاليا لعلاج قلق المخاوف، هو دواء متميز جدا لعلاج الوساوس. إن كانت هنالك ناحية وسواسية في حالتك - وأعتقد أن ذلك موجود - في هذه الحالة أقول لك: نعم، الفافرين سوف يكون علاجا جيدا، لكن تحتاج أن تتناوله بجرعة مائتي مليجرام على الأقل، علما بأن الجرعة القصوى هي ثلاثمائة مليجرام، لكن لا أعتقد أنك تحتاج لهذه الجرعة الكبيرة.
فتوكل على الله وارفع جرعة الفافرين إلى الجرعة التي ذكرتها لك، وربما لا تحتاج لبقية الأدوية، لكن يمكن أن تأخذ رأي طبيبك في هذا الأمر.
من الأدوية التي تدعم علاج قلق المخاوف الوسواسي عقار (دوجماتيل)، والذي يعرف علميا باسم (سلبرايد)، بجرعة خمسين مليجراما في الصباح مثلا لمدة شهرين، هذا أيضا سيكون ذو فائدة كبيرة جدا بالنسبة لك.
اللسترال - والذي يعرف علميا باسم سيرترالين - يعتبر أيضا دواء مثاليا لعلاج قلق المخاوف الوسواسي.
هذه نصيحتي لك - أخي الكريم - وأنت قمت بعمل قسطرة استكشافية على شرايين القلب، والحمد لله تعالى كانت النتيجة لا يوجد لديك أي مشكلة، وهذا أمر مطمئن جدا، فيجب ألا توسوس حول هذا الأمر، و كما ذكرت لك أن الحياة الصحية مطلوبة، أن يعيشها الإنسان بصورة منضبطة والتزام، هذا حقيقة يقلل كثيرا من المخاوف والتوترات.
وأيضا - أخي الكريم - يفضل أن يكون لديك طبيب تثق فيه، طبيب باطنية أو طبيب أسرة، تراجعه مثلا بصفة دورية مرة كل ثلاثة أو أربعة أشهر، وتجري الفحوصات الطبية العامة: تعرف مستوى الدهنيات، ومستوى فيتامين (د)، ووظائف الكبد، ووظائف الكلى، ومستوى الدم، ومستوى الذكر، ووظائف الغدة الدرقية...
فيا أخي: هذه الفحوصات مهمة وضرورية، وتبعث فحصها ومعرفة مستواها على الطمأنينة، فاجعل هذا منهجك.
ومن جانبي أسأل الله لكم ولنا العفو والمعافاة التامة في الدين والدنيا والآخرة، ومرة أخرى: أشكرك على ثقتك في إسلام ويب.