السؤال
أنا شاب أحب الله ورسوله، محافظ على صلاة الجماعة، حافظ للقرآن بفضل الله، أهلي ليسوا ملتزمين؛ فمنهم من لا يصلي، ومن أخواتي من تتبرج وتلبس لباسا فاتنا عند الخروج، وأنا أنصحهم وأعظهم بالحسنى وبالكلمة الطيبة ما استطعت منذ سنوات، ولا جدوى!
صرت إن وعظت الناس عن لباس المرأة الشرعي، لربما قالوا لي: انظر لأهلك أو عليك بهم! وقد أضطر مثلا للذهاب مع أختي أمام الناس، وهي لا تلبس اللباس الشرعي، فينتقدني الناس، وكثير من شيوخي.
أنا الآن أود أن أعمل سلسلة دعوية، فأتردد لذلك، وأخاف أن أكون قدوة سيئة للناس! وأن لا أكون مؤثرا في الناس لعدم عملي بما أدعو إليه!
أشعر بأنني ذو وجهين؛ حتى صرت أتجنب الإمامة في مسجدنا، وأستحي من تعليم القرآن!
كيف -بالله- أتعامل مع هذا كله؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل وأخانا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يقر أعيننا جميعا بصلاح الأهل والأجيال، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا جميعا الهداية والثبات والآمال.
هداية أهلك ليست بيدك، وما على الرسول إلا البلوغ، ولا لوم على إبراهيم عليه السلام لكفر أبيه، ولا لوم على نوح عليه السلام لكفر زوجته وولده، بل لا لوم على إمام المرسلين أن مات عمه على ملة عبد المطلب، وقد قال الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: {إنك لا تهدي من أحببت}.
أنت مشكور ومأجور على مجهوداتك، وعليك أن تستمر وتجتهد في دعوة الأقربين وغيرهم، واعلم أن ذهابك مع أختك خير من ذهابها وحدها، ولن يضرك كلام الناس إذا أخلصت لرب الناس، وقد يصعب جدا أن نجد داعية كل أهله من الطيبين، ونحن جميعا لا نلام على القصور، لكننا نلام على التقصير.
لا تتوقف عن الدعوة إلى الخير، وتعوذ بالله من شيطان يحاول أن يوقفك عن أشرف المهام، تعليم القرآن والدعوة إلى شريعة من لا يغفل ولا ينام، وقد قال الله تعالى: {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين}.
نسعد باستمرار تواصلك مع الموقع، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يهديك وأن ييسر الهدى عليك، وأن يلهمك السداد والرشاد والطواعية لرب العباد.