السؤال
السلام عليكم.
أنا نصر الله، عمري 15 عاما، أريد أن أستشيركم، لدي شعور بأني إنسان لدي وسواس قهري وكثير من الضغوطات النفسية، أعاني من أفكار سلبية، ووسواس من لعبة الحوت الأزرق، وأنا حساس عندما يمزح معي صديقي بكلمات غير أخلاقية، أحس بحزن لدرجة البكاء.
لدي وسواس مرض، وسواس ديني، حيث أني أخاف أن أشك في ديني، وأسأل نفسي سؤالا غير منطقي، أخاف من المستقبل، وأشعر كأني لا أعيش في الواقع، فما الحل لكل هذه الضغوطات النفسية؟
أريد حلا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نصرالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونشكرك كثيرا على ثقتك في هذا الموقع، وأقول لك: إن شاء الله الأمر بسيط جدا، في مثل مرحلتك العمرية تحدث تغيرات كثيرة للنفس وللجسد، وعلى مستوى الهرمونات أيضا، ومن هذه التغيرات أن الإنسان يكون غير متأكد من ذاته، تأتي هواجس وأفكار ووساوس وتساؤلات حول الحياة وحول الدين وحول الخلق وحول النفس، هذه مرحلة طبيعية جدا في حياة كثير من اليافعين وعند مراحل البلوغ.
وعلاجها يكون من خلال: التجاهل التام، وأن تعرف أنها مرحلة عابرة، ومرحلة مؤقتة، وأن تجتهد في دراستك، وتنظم وقتك بصورة صحيحة، ولا بد أن تكون مع الرفقة الطيبة، تخير الأصدقاء الممتازين الطيبين، الذين لا يقولون كلمات غير أخلاقية، والحرص على الصلاة – أيها الفاضل – يشعرك بطمأنينة كبيرة جدا.
بر الوالدين أيضا أمر مطلوب، وأريدك أن تمارس تمارين استرخائية (تمارين التنفس، تمارين قبض العضلات وشدها ثم استرخائها)، وهذه التمارين تجدها في استشارة أعدت من قبل الشبكة الإسلامية تحت رقم (2136015)، أرجو أن ترجع لها وتطلع عليها بدقة وتطبق ما ورد فيها بصورة ثابتة وفعالة، ويجب أن تطبق تمارين الاسترخاء بمعدل ثلاث مرات في اليوم لمدة أسبوعين، ثم اجعلها مرتين في اليوم لمدة أسبوعين أيضا، ثم بعد ذلك اجعلها مرة واحدة في اليوم.
الوساوس الدينية دائما نحاول ألا ندخل في حوارات معها، أخطر شيء والذي يزيد من الوساوس الدينية هو الدخول في حوارات، الدخول في نقاشات مع الوسواس، الوسواس إذا حقره الإنسان وصرف الانتباه عنه بصرامة شديدة وبعزيمة وبنية قوية وبصدق ينتهي الوسواس. هذا أهم علاج بالنسبة لك، العلاج الفكري.
وكن دائما متفائلا، كن دائما إيجابيا، ضع لنفسك طموحات وأمنيات مستقبلية: ما الذي تريد أن تؤديه؟ وما هي أمنياتك؟ ... هذه كلها أمور يجب أن تجعلها نصب عينيك. الانشغال بالمستقبل وأن تعيش الحاضر بقوة هو الذي أنصحك به، لأن ذلك سوف يساعدك كثيرا.
إذا هذه تطورات مرحلية عابرة إن شاء الله تعالى، أفضل علاج لها هو تجاهلها وتحقيرها وعدم الخوض فيها، والانشغال بما هو مفيد، وأنت أيضا محتاج للصحبة الطيبة، وأن توجه حياتك التوجيه الصحيح.
هذا هو الذي أنصحك به، ولا أعتقد أنك في حاجة لأدوية أبدا، أرجو أن تطمئن، وبالله التوفيق والسداد.