لا أخرج من المنزل ولا أكلم أحداً.. ما نصيحتكم لي؟

0 49

السؤال

السلام عليكم.

لا أريد أن أطيل عليكم، وأحكي عن قصة حياتي، لكن طفولتي لم تكن كطفولة أي شخص طبيعي؛ فقد عانيت الكثير والكثير وما زلت، لكن حاليا أعاني من عدم الخروج من المنزل إلا في حالة الضرورة القصوى، وكنت أعمل بعد تخرجي، ولكنني تركته، ربما السبب في الراتب، ولكن لا أريد العمل من بعدها، وأتحجج كثيرا، ولا أرغب برؤية الناس أو التعامل معهم إطلاقا، وأجلس كثيرا أمام الإنترنت في منزلي، وليس لدي أصدقاء، وأشعر بالملل كل يوم، وأرغب من داخل نفسي بالعمل، لكني أعود بالتمسك ببقائي في المنزل، ولا أريد الذهاب لأي مكان، وأعاني من الكسل والخمول بدرجات رهيبة، هل يوجد حل يا أعزائي؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الوحيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونؤكد أن شعورك بوجود إشكال خطوة مهمة في طريق صلاح الأحوال بحول وقوة الكبير المتعال، ونسأل الله أن يوفقك ويقدر لك الخير ويحقق لنا ولك الآمال.

مهما كانت ظروف الطفولة فإننا ندعوك للنظر إلى الأمام، واعلم أن البكاء على اللبن المسكوب لا يرده، ونبشرك بأن كثيرا من الناس نجحوا في تجاوز ظلم وظلمات المواقف السالبة في الطفولة، فانظر للحياة بأمل جديد وبثقة في ربنا المجيد، ولا تحاول سجن نفسك، واحرص على الخروج ولو للرياضة والمشي، فإن في ذلك لونا من التخفيف والتنفيس من الكبت والضيق، وإذا كان للأسرة احتياجات بسيطة فاذهب للمجيء بها من المتاجر، وإذا لم يكن هناك شيء فحاول الخروج ولو بالذهاب للحدائق.

أما بالنسبة للعمل فنقترح عليك القبول بالعمل، ثم احرص على تطوير نفسك والبحث عن الأفضل، واعلم أن الراتب حتى لو كان قليلا فإنه مفيد، والأهم هو اكتسابك لمزيد من الخبرة، والإنسان يستفيد من وجوده مع من هم أقدم منه في مجالات العمل.

ولا يخفى عليك أن القرب من الله والحرص على الصلاة والأذكار والتلاوة من أهم ما يجلب لنا الطمأنينة والراحة، قال تعالى: {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.

ثق بأن القادم أفضل، وأن الإنسان مطالب ببذل الأسباب ثم التوكل على الكريم الوهاب.

ونحب أن نؤكد لك أن وجود الإنسان مع الناس مهم، وأن الناس فيهم الطيب، بل الأخيار كثير، والمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر خير من الذي لا يخالط ولا يصبر.

واجعل همك إرضاء رب الناس، ونذكر أننا بشر والنقص يطاردنا جميعا، والعاقل السعيد يهتم بإصلاح نفسه، ولا يتدخل في الآخرين، فمن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونسعد بالاستمرار في التواصل مع موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يوفقك للعمل المناسب.

ومرحبا بك.

مواد ذات صلة

الاستشارات