كيف أوفق بين رغبتي في الزواج ومساعدة والديّ؟

0 16

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب بعمر 26 سنة، تعرفت على فتاة ووعدتها بالزواج، وقد حدثت والدي لكي نخطبها الشهر القادم -إن شاء الله-، لكن المشكلة أني متخوف جدا من مصاريف الزواج والكراء، خصوصا كراء البيت.

التفكير في مستلزمات البيت يشعرني بالخوف والحزن، وبأن أجرتي الشهرية لن تكفيني لكل ذلك، ولن أتمكن من إعانة والدي الذين صبرا معي وضحيا معي لكي أكبر وأعمل.

أحس أني بزواجي قد أفرط في بر والدي، أشعر بالرغبة في البكاء، وبمصارحة والدي بأني أحبهما جدا، إلا أن مسألة الزواج أحسبها ضرورية لأني أعمل في محطة للقطار، والأجواء الداخلية مليئة بالكاسيات العاريات الفاتنات، إلا أني دائما أصبر نفسي.

أنا خائف، وفاقد للثقة في نفسي، ولا أريد التفريط في تلك الفتاة التي وعدتها، كما لا أريد التفريط في والدي، ولا أريد أيضا الوقوع في الحرام ومعصية الله تعالى.

ماذا أفعل أرجوكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إسماعيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك مشاعرك النبيلة تجاه والديك، ونشكر لك حرصك على الحلال، ونبشرك بمعونة الكبير المتعال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يملأ يديك بالمال، وأن يحقق لك السعادة والتوفيق والآمال.

نبشرك بأن ربنا الكريم يعين طالب العفاف، ونذكرك بأن الزوجة تأتي برزقها، وكذلك الأطفال، وكيف نخاف الفقر والله هو الرزاق القائل في كتابه: {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله}، ورحم الله الصحابة الكرام الذين قال قائلهم: (التمسوا الغنى في النكاح)، بل قال صديق الأمة رضي الله عنه: (أطيعوا الله فيما أمركم به من النكاح ينجز لكم ما وعدكم من الغنى).

لا يخفى عليك أن الإنسان مطالب بفعل الأسباب ثم التوكل على الكريم الوهاب، ونحن ننصحك بالمضي في مشروع الزواج والاستمرار في البحث عن عمل إضافي أو مصادر جديدة للرزق، فما علينا إلا السعي وبذل الأسباب.

لا مانع من ذهاب الوالدة إلى أهل الفتاة، وكذلك الوالد، بل ننصحك بعمل الخطبة الرسمية أو العقد حتى تتاح لك فرص التواصل مع الفتاة ثم تخطط لإعداد ما تستطيع، واعلم أن رزقكم جميعا على الله، والبر بالوالدين مفتاح للأرزاق، واسلك سبيل العفاف حتى يتحقق لك الزواج، استجابة لقول الله: {وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله}.

هذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وواظب على الصلاة، وأكثر من الاستغفار ومن الصلاة والسلام على رسولنا المختار، واستقم على الشرع، فإن هذه كلها مفاتيح للأرزاق، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك.

هذا، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات