السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا امرأة متزوجة من رجل مطلق، ولديه أبناء، وهم يعيشون معنا بعد أن تركتهم أمهم، كما أني رزقت بأطفال منه، والحمد لله أعيش معهم بما يرضي الله، لا أظلمهم، ولا أسيء معاملتهم.
المشكلة أنه حدثت أمور ومواقف كثيرة أثرت في نفسيتي، والسبب وقوف زوجي معهم ضدي، وآخر موقف هو الذي كسرني، وهو أن طليقته دخلت بيتي بدون علمي أو علم زوجي، وتشاجرت معها، كيف تدخل البيت بدون استئذان أو علم أحد، ثم جاءت ابنته ومدت يدها علي لتدافع عن أمها، وأنا بالمقابل ضربتها، بصراحة هذا الموقف هزني من ناحيته جدا جدا، وكسرني.
تراودني أمور سلبية عديدة، لكني لم أسلم نفسي للأفكار، ولكني تعبت، ولم أعد أرغب في العيش في هذا البيت الذي فيه أبناء زوجي، فما الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أم محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
جزاك الله خيرا على حسن معاملتك لأبناء زوجك، وهذا هو الظن بك كامرأة مستقيمة تراقب الله سبحانه، فهؤلاء الأبناء ضحية وليس لهم ذنب، وأبشري بالخير طالما وأنت تتعاملين معهم بما يرضي الله.
كان من المفترض أن زوجك يقدر ما تقومين به، ويشكرك على ما تقومين به مع أبنائه، لكن يبدو أنه غير مقدر، أو أن ثمت شيء يجعله لا يقدر ذلك، ربما يظن أن ذلك واجب عليك، وربما لم يعتد على ذلك.
لا تجعلي هذه الحادثة تؤثر على تعاملك مع هؤلاء الأبناء، واحتسبي الأجر عند الله تعالى.
عليك أن تبثي القيم الإسلامية والسلوكيات السوية في قلوب هؤلاء الأبناء وتربيهم التربية الحسنة، مع استغلال الحوادث والأوقات المناسبة لذلك.
غرس القيم سيؤثر إيجابا في هؤلاء الأبناء، حسسيهم أنك أحسن من أمهم، فأمهم تركتهم في أحلك الظروف التي هم بأمس الحاجة لتواجدها معهم فقمت أنت مقام الأم.
لا تظهري كرها لأمهم؛ لأن ردة الفعل ستكون أكبر على نفوسهم، بل حثيهم على طاعتها ما لم تأمرهم بما يغضب الله.
أوصيك بالحوار الهادف والنافع مع زوجك بخصوص أبنائه، وتحيني الأوقات المناسبة لذلك، وذكريه بما تقومين به من دور مع أن ذلك غير واجب عليك، وأنه من حقك أن تبتعدي عنهم وعن دوشتهم وهو يتحمل أبناءه وتربيتهم.
ذكريه أنه من لا يشكر الناس لا يشكر الله، وقولي له بأنك لا تطلبي منه شكرا، ولكن عليه أن يقف بصفك في حال حصول أي إساءة إليك دون أن تكوني أنت السبب كما حصل من ابنته أو من أم أبنائه.
لا بأس أن تهدديه بأنك ستتخلين عن أبنائه إن بقي على نفس أسلوبه في التعامل معك هذا إن رأيت أن ذلك سيجعله يحس بك وبما تقومين به ويجعله يحترمك ويقدر ما تقومين به أما إذا رأيت أن نتيجة ذلك ستكون سلبية فلا تقدمي على ذلك.
اطلبي منه أن يقوم بمنع أم أبنائه من الدخول إلى بيتك وإن أرادت أن تزور أبناءها وكان من المعتاد أنها تزورهم في بيتك فيجب أن يكون بالتنسيق معك لا أن تتجرأ فتأتي وتطرق الباب ويقوم أبناؤها بفتح الباب أو تأتي في الأوقات التي لا تكونين متواجدة فيه فهذا أمر غير مقبول.
اطلبي منه أن يغرس في قلوب أبنائه احترامك وتقدير ما تقومين به تجاههم، وألا يجعلهم يشعرون أنك مجرد خادمة لهم، وعليه أن يجعلهم يتعاملون معك كأم لهم، وهذا من أبسط الواجبات التي تتوجب عليه.
عليه أن يلاحظ تعامل أبنائه معك وأن يقومهم في حال حصول أي انحراف في التعامل معك لا أن يكون توجيههم نظريا وترك الحبل على الغارب في الناحية العملية؛ لأن ذلك يفقد معاني التوجيهات النظرية ويولد انفصاما بين النظرية والتطبيق.
أوصيك بالصبر وعدم التسرع في اتخاذ أي قرار، وإخوانك في هذا الموقع المبارك يسعدهم أن يستقبلوا منك الاستشارات في أي وقت، وسيحيلونها على المستشار المختص الذي سيقوم بدوره بمساعدتك، ومنحك التوجيهات اتي يفتح الله بها عليه، سائلين الله جل وعلى أن يلهم زوجك الرشد، وأن يجعله ينصفك ويقدر ما تقومين به.
والله الموفق.