أقسمت أن أتناول الأكل الصحي لكني لم أفعل، فهل أذنبت؟

0 23

السؤال

السلام عليكم

منذ صغري وأنا أعاني من السمنة، وقضيت عمري بالريجيمات والرياضة ولا أنحف إلا قليلا، لأن عندي غدة، والسمنة وراثة.

منذ نحو ٦ شهور حلفت وقلت: أقسم بالله، ونذرت أن لا آكل غير أكل صحي، والتزمت، ولم أنزل إلا 5 كلغ، وأصبت بمشاكل صحية وحمل، وصرت أشتهي الأكل، وبعد عذاب أكلت ولكني جلست أبكي وأحس بتأنيب الضمير على ما فعلته.

عندما أقسمت قلت لا يتحلل قسمي لا بصيام ولا في بأي شيء، فأرجو مساعدتي ونصيحتي.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خديجة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يصلح الأحوال، وأن يرضيك بما أنت عليه، وأن يحقق لك السعادة والآمال.

ننصحك بداية بعدم النذر وبعدم الحلف بالله، لأن النذر ليس مستحبا، وإنما يستخرج الله به من البخيل، والإنسان ينبغي أن لا يشترط على الله في فعل الخير، بل ينبغي أن يفعل الخير في كل الأحوال نزل الوزن أم لم ينزل، نجح الولد أو لم ينجح، وكثرة الحلف أيضا مرفوضة، وقد جاء الذم في قوله تعالى: {ولا تطع كل حلاف مهين}، وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: (ما كنت لأحلف بالله صادقا ولا كاذبا، فأما إن كنت صادقا فاسم الله أعظم من أن أحلف به على الأمور الصغيرة والحقيرة، وإن كنت كاذبا فذلك أبعد).

عودي نفسك على عدم النذر والتقليل من الحلف، وإذا اضطررت فلا تحلفي إلا بالله، فمن حلف بغير الله فقد أشرك، لأن الحلف تعظيم، وربنا وحده هو العظيم.

ليس هناك داع للبكاء، ولكن عليك بالتوبة والاستغفار وفعل كفارة يمين، والحرص على عدم تكرار الحلف أو النذر، وحتى لا تدخلي نفسك في الحرج، ومعلوم أن الحامل قد تشتهي بعض الأطعمة، فكلي منها ما شئت، وتجنبي الإسراف في الأكل، ولا تعملي أي برنامج للرجيم إلا بعد استشارة طبيبة متخصصة، حتى لا تلحقي بنفسك الضرر.

قولك: ( لا يتحلل قسمي) عبارة لا وزن لها، لأن هذا شرع رب العالمين، والرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: ((كفارة النذر كفارة يمين))، فتوبي إلى الله واتقي الله، واسأليه التوفيق، ولا تغتمي وتهتمي لموضوع زيادة الوزن؛ لأن ذلك يعمق الإشكال ولا يفيد، وأشغلي نفسك بما خلقت له، وافعلي ما فيه الخير لصحتك.

وفقك الله وسددك.

مواد ذات صلة

الاستشارات