الشعور بالخنقة جعلني أكره الحياة، فماذا أفعل؟

0 24

السؤال

السلام عليكم.

كل يوم أحس بخنقة وكأني سأموت، وأبكي بطريقة غريبة، وأحس بألم نفسي فوق الوصف، وحاليا أشعر بالخنقة كل يوم، ولا أعرف السبب، أحس أن الحياة ليست حياة، كرهت الدنيا، ولا أعرف أن التعامل مع أهلي، ولا أتكلم، خائف أن أموت، رغم أن الله أنعم علي بكل شيء، لا أستطيع وصف حالتي، فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الأحاسيس السلبية المتعددة غالبا يكون سببها أنك قد استسلمت لها، وأنك لم تقاومها وأنك لم تفكر في الجوانب الحياتية المشرقة، الجوانب الجميلة، الحياة فيها خير كثير، والحياة يمكن أن يعيشها الإنسان بقوة وبأمل وبرجاء، والإنسان يسعى أن يكون صاحب إنجازات، وأن يكون نافعا لنفسه ولغيره، ونحن كبشر من الناحية السلوكية نتكون من أفكار ومشاعر وأفعال، حين تكون أفكارنا سلبية مثلما تعاني منه الآن نسعى لأن نغيرها ونجعلها إيجابية، وكل شيء في الدنيا يوجد ما يقابله، الشر يقابله الخير، الاكتئاب يقابله السعادة والفرحة، الحرام يقابله الحلال وهكذا، فلماذا لا نتخير ما هو طيب حين تأتينا هذه الأفكار الشريرة؟ هذا منهج سلوكي مهم جدا فعود نفسك على ذلك.

حقيقة أن كثيرا من المعلومات عن حالتك ليست معروفة لدي، تفاصيل عملك، تفاصيل عمرك، في أي مرحلة أنت من ناحية الدراسة أو من ناحية العمل كل هذا يجب أن تستفيد منه، وتهيء حياتك وتكيفها حسب المرحلة التي أنت فيها، إن كنت في مرفق دراسي فعليك بالاجتهاد، وإن كنت في عملك فعليك بتطوير نفسك، وعلى مستوى الأسرة أحسن التواصل الاجتماعي مع أسرتك، احرص على الصلاة في وقتها، ارتبط بإمام مسجدك، كون صداقات نافعة، كن دائما رجلا تقوم بالواجب الاجتماعي، تذهب إلى الأعراس، إلى الأفراح، تزور المرضى، تمشي في الجنائز، وعلى النطاق الشخصي عليك بالرياضة الرياضة أفضل طريقة لتنمية الذات، وتحسن كثيرا من مزاجك وقوتك النفسية وقوتك الجسدية، ويا حبذا لو كانت رياضة جماعية مع مجموعة من الشباب، هذه المشاعر السلبية كلها يمكنك أن تتغلب عليها.

تنظيم الوقت أيضا سبب كبير لنجاح الناس في الحياة، الذين ينظمون أوقاتهم يستطيعون أن يديروا حياتهم بصورة ممتازة، مثلا الذي يستيقظ مبكرا ويصلي الفجر مع الجماعة، ثم بعد ذلك يأتي من المسجد يجهز نفسه لعمله، يقرأ ورده القرآني، لو كان لديه مراجعات لشيء في بريده الالكتروني أو خلافه يقوم بذلك، إنجازات عظيمة في الصباح، وهذه الإنجازات تشجعك للمزيد من الإنجاز في بقية اليوم.

أخي الكريم: لا يمكن للإنسان أن يستسلم ويفكر فقط فيما هو سلبي، أرجو أن تنتهج هذا المنهج الحياتي، وأنا أيضا أنصحك بأن تذهب وتقابل طبيبا نفسيا، إن رأى هنالك ضرورة يعطيك أحد محسنات المزاج فسوف يقوم بذلك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات