السؤال
السلام عليكم
أعاني من الوسواس الشديد في كل أمور حياتي، يئست من الحياة، ولم يعد يسعدني أي شيء، يدخل لي الوسواس من باب الحلف بالله والكفر، ولا يزال يوسوس لي بالنذور، يقول: أنت نذرت أن تحفظ القرآن كاملا، نذرت إن أعطاك الله أن تتصدق، ولا أذكر أنني نذرت، ربما أقول لو صار لي كذا سأفعل كذا، لكن لم أنذر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ياسمين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالفعل الذي لديك أفكار وسواسية قلقية، والوسواس مزعج لصاحبه بالرغم من أنه مرض ليس بخطير، لكن لا بد أن يعالج، لو كان بالإمكان أن تذهبي إلى طبيب نفسي، طبعا هذا سوف يكون أمرا جيدا وإيجابيا، لأن الطبيب سوف يصف لك أحد مضادات الوساوس، حيث أنه -وبفضل من الله- تستجيب الوساوس الفكرية بصورة ممتازة جدا للعلاج الدوائي.
بجانب العلاج الدوائي أنت مطالبة بأن لا تخوضي أبدا في نقاش هذه الأفكار، أوقفيها وحقريها وتجاهليها وعليك بصدها في بداياتها، الأفكار دائما تبدأ بخواطر بسيطة، وإذا تمادى الإنسان وتعمق فيها وبدأ يحللها هنا تتحول إلى فكرة، والفكرة تكون أكثر حدة وشدة وإلحاحا واستحواذا؛ مما يجعل الإنسان يحس بالضيق وبالاكتئاب والتوتر والقلق وهذا هو الذي حدث لك.
إذا خاطبي هذه الأفكار في بدايتها أو قبل أن تصير أفكارا -كما ذكرنا وهي خواطر- قولي للفكرة أنت فكرة حقيرة، أنا لن أهتم بك، ويمكن أن تكرري كلمة قف، قف، قف، عشرات المرات حتى تحسي بالإجهاد، والمقصود بكلمة قف، أنك تخاطبين الفكرة بأنها أمر حيوي مجسد أمامك، تخاطبيها وتحقريها وهذا واحد من تمارين السلوكية الجيدة، وفي ذات الوقت حين تأتيك أي من هذه الأفكار عن النذور مثلا استبدلي الفكرة أيضا بشيء أفضل بشيء أطيب، بشيء فيها تفاؤل، استبدال الفكرة أيضا أمر جيد، فهذا هو المطلوب واجتهدي في حياتك وكوني إيجابية.
من الأدوية الممتازة جدا لعلاج الوساوس الفكرية عقار بروزاك، والذي يسمى فلوكستين يعتبر أو هنالك إشارات علمية قوية توضح أن الوسواس له علاقة بتغيرات تحصل على مستوى كيمياء الدماغ، هنالك منظومة تسمى بمنظومة المستقبلات العصبية، وهي التي تتحكم في إفراز مواد معينة تسمى دوبامين وسيرتونين ونورادرينالين، السيرتونين على وجه الخصوص وجد أنه له علاقة مباشرة بكثيرة من الحالات النفسية كالوسواس القهري، وأنا أعتقد هذا النوع من الوساوس هي وساوس طبية أكثر مما أنها خناسية، لكن الإنسان يجب أن يذكر الله دائما، أن يستغفر، أن يستعيذ بالله تعالى من الشيطان، لأن ذلك يساعد حقيقة في العلاج أيضا -إن وجد أي جانب خناسي في الوسوسة-، فهذا علاج جيد، وإن كنت أعتقد شخصيا أن حتى الوساوس الخناسية تتحول إلى وساوس طبية، لذا نجد أن كثيرا من الإخوة الأفاضل تستمر معهم وساوسهم بالرغم من ذكرهم لله تعالى، وذكر الله تعالى يجعل الشيطان يخنس يختفي، لكن الظاهر أن أثره الكيميائي يبقى، لذا الدواء مهم.
عموما جرعة البروزاك هي 20 مليجراما كبسولة واحدة يوميا بعد الأكل صباحا لمدة شهرين، ثم تجعليها كبسولتين يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناوله، دواء غير إدماني غير تعودي لا يزيد الوزن ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، وتوجد أدوية أخرى.
والله الموفق.