السؤال
السلام عليكم
كيف تترك شخصا يحبك بشدة من دون أن تؤذيه، وأنت لا تكن له نفس المشاعر؟
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ حفاوة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونسأل الله أن يوفقك، وأن يؤلف القلوب بالحلال، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولك في طاعته الآمال.
لا شك أن تركنا لمن لا نبادله مشاعر الحب فيه الخير الكثير له ولنا، حتى لا يضيع وقته، ولا يجري وراء السراب، ورغم مرارة وصعوبة إشعاره بذلك إلا أن الأصعب والأخطر هو تركه يتمادى في التعلق، وقد يصل به الحد إلى درجة العشق وهو باب إلى الجنون والشر والشرك، وقد ذهب ابن القيم إلى أن العشق أخطر وأكبر من الفاحشة؛ لأنه يوصل إلى الشرك بالله.
نحن ننصحك بالانسحاب الهادئ خاصة إذا كانت العلاقة عاطفية، ينتظر منها صاحبها الصعود حتى تصل العلاقة إلى علاقة رسمية؛ لأن العلاقة الزوجية ينبغي أن تقوم على سبيل مشترك من الطرفين.
أما إذا كانت العلاقة مجرد صداقة مع نفس الجنس، أو كان من المحارم، فالمجاملة، وجبر الخواطر مطلوب، وفيه وقاية إن شاء الله من المخاطر.
رسولنا -صلى الله عليه وسلم- بش وهش في وجه من قال في حقه: (ائذنوا له بئس أخو العشيرة)، والإنسان غير مطالب أن يخبر الناس بما في نفسه من مشاعر سالبة تجاههم، ولكن عليه أن يحافظ على حقوقهم الشرعية وفق ضوابطها.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وكنا بحاجة لبعض التفاصيل حتى تأتي الإجابة بصورتها المكتملة، واعلمي أن الإنسان يحب الآخرين إذا نظر إلى إيجابياتهم وحسناتهم وضخمها.
نسأل الله أن يؤلف القلوب في طاعته، وأن يغفر الزلات والذنوب.