السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب أبلغ من العمر 19 عاما، في إحدى الليالي صحوت من النوم بعد منتصف الليل وكأني مشلول لا أستطيع الحركة، وفجأة وقفت وأنا متجمد من البرد، وبدأت دقات قلبي تتزايد بسرعة، وشعرت بخوف وقلق، واستمرت الحالة لمدة ثلاث ساعات.
وفي وقت الظهيرة شعرت ببرودة في الأطراف، ثم اشتدت البرودة حتى تجمدت ساقي، مع برودة في صدري، وضيق في النفس، وازدادت الأعراض وأصبحت البرودة في الأطراف مستمرة، ودوخة مستمرة، وينتابني خوف مستمر وخصوصا في الليل، فلا أستطيع النوم، ويأتيني جفاف في صدري ورأسي وكأن هناك شحنة كهربائية في قدمي مستمرة، وقشعريرة من الرأس وحتى الأقدام، وهي التي تشعرني بالخوف، ولا أفكر سوى في الموت، الرجاء أفيدوني.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Mohammed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
هنالك ظواهر كثيرة في أثناء النوم - أو ما بعده - تحصل لبعض الناس، منها: الكلام أثناء النوم، المشي أثناء النوم، الجاثوم، الهرع الليلي، الفزع الليلي، وهذه الظواهر معروفة، وكثيرا ما تجري في بعض الأسر؛ لأنه يعتقد أن الجانب الوراثي قد يلعب دورا فيها، وهي أيضا تكون مرتبطة في بعض الأحيان لدى الشخصيات القلقة، سريعة الانفعال، أو الناس الذين يميلون إلى الكتمان ولا يفتحون محابس أنفسهم من خلال التعبير عما يدور في ذواتهم، خاصة الأمور التي لا ترضيهم.
أنا أعتقد أن الذي حدث لك هو نوع من نوبات الهلع أو نوبات الفزع الليلية، وهذه غالبا تكون مرتبطة بشيء من الأحلام المزعجة التي قد لا تستدركها، وبعض الناس يصابون بهذه الحالات بعد تناول الطعام المتأخر - العشاء المتأخر - خاصة إذا كان الشخص قلقا.
التجربة تجربة ليست سهلة، وبالفعل هي مزعجة، وأنا أتعاطف معك جدا، لكن أؤكد لك أنها ليست خطيرة أبدا، قد انتهت تماما في وقتها، لكن بقي لديك إفرازاتها، وهو: هذا الخوف والقلق التوقعي والتوجس وما صاحبه من أعراض جسدية مثل الشعور ببرودة الأطراف، وخلافه.
أنا أنصحك بشيء واحد مهم، هو: أن تذهب وتقابل طبيبا، ليس من الضروري أن يكون طبيبا نفسيا، طبيب الأسرة، طبيب المركز الصحي (الباطنة)، لتقوم بإجراء فحوصات طبية عامة، للتأكد من صحتك الجسدية، أنا أعرف أن صحتك الجسدية -الحمد لله- جيدة وطيبة، لكن لا بد أن نبني قاعدة علمية للفحص الطبي، ومجرد معرفة أن النتائج سليمة هذا سوف يطمئنك.
أيضا إذا قمت بإجراء تخطيط للدماغ، هذا طبعا يتطلب مقابلة الطبيب المختص (طبيب الأعصاب) لأنه في حالات نادرة جدا قد يكون هنالك نشاط كهربائي ليلي زائدا في الدماغ، لكن لا أتوقع حقيقة أن هذا ينطبق عليك، ذكرته فقط للأمانة العلمية، لكن لا تشغل نفسك به إذا كان إجراء هذا الفحص ليس سهلا.
أنت محتاج لأن تمارس تمارين رياضية مستمرة، أنت محتاج لأن توزع وقتك بصورة جيدة، وتجتهد في دراستك، وبقية الأنشطة الحياتية، لأن ذلك سوف يساعد حقيقة في أن تصرف انتباهك من هذه الحالة التي أنت عانيت منها، الفكر السلبي يحول إلى فكر إيجابي، وهذا يؤدي إلى الشعور الإيجابي، وهذا كله يمكن أن يتأتى وننجزه ونتوصل إليه من خلال الأفعال الإيجابية، والأفعال الإيجابية تتطلب أن يكون لدينا العزيمة والقصد السليم لأن نكون من المتفوقين والمتميزين.
هذا هو الذي يجب أن تتبعه ليصرف انتباهك عن هذه الأعراض التي أرى أن الجانب النفسي يلعب فيها دورا كبيرا.
بر الوالدين فيه علاج كبير لمثل هذه الأعراض، لأنه يشعرك بالطمأنينة، ويشعرك بأنك تقوم بعمل عظيم فيه خيري الدنيا والآخرة، الصلاة في وقتها، الدعاء، الأذكار، بناء قاعدة من الصداقات الاجتماعية الممتازة مع المتميزين والصالحين والمتفوقين من الشباب.
أنت تحتاج لهذا العلاج النفسي الاجتماعي، وليس أكثر من ذلك، في بعض الأحيان نصف بعض الأدوية المضادة للقلق مثل عقار (دوجماتيل) بجرعة خمسين مليجراما يوميا، لمدة شهر أو شهرين. لا بأس إن أردت أن تتناوله، لكنه ليس ذو ضرورة مهمة، تطبيق الإرشادات السلوكية التي ذكرتها لك هو المهم.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.