أعاني من خوف وآلام في جسدي بسبب حادثة في الصغر، فكيف أتخلص من مخاوفي؟

0 22

السؤال

السلام عليكم..

عندما كنت صغيرة، جلست أختي تعلم إخواني عن القيامة وأهوالها، وأنا أسمع، فصار عندي خوف وهلع شديد، وازداد مع مرور الأيام، وأصبحت تأتيني هذه المخاوف مرتين تقريبا في السنة، فأصبحت أبكي بكاء شديدا، وأرتعش، والتفكير به لا ينقطع، وأصبحت أصل لدرجة أضرب رأسي لكي أتوقف عن التفكير، وكأني أشعر بأني محتجزة وأريد التحرر والموت كي لا أشعر بهذا الشيء.

كما أعاني من آلام في معدتي، وأشعر بالرغبة بالتقيؤ دائما، والآن عمري١٨سنة، ولا زلت أخاف، مع أني أؤمن بهذا الشيء، لكن لا أدري ما بي!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأرحب بك في الشبكة الإسلامية، أنت مثال جيد جدا لما نسميه بالمخاوف المكتسبة؛ لأن الإنسان لا يولد خائفا، والمخاوف نتاج لتجارب سلبية قد يتعرض لها الإنسان في المراحل المبكرة من حياته، وتجربتك مع ما كانت تتحدث عنه أختك عن القيامة وأهوالها تشفر وتم تسجيله في وجدانك وفي كيانك، وهذا حقيقة يمثل دفعة ومكونا ضخما جدا للخوف.

وخوفك مكتسب ومتعلم، وأنا أبشرك بأن الشيء المكتسب والمتعلم يمكن أن يفقد من خلال التعليم المضاد له، هكذا اتفق علماء السلوك، وأفضل طريقة هي أن تحقري هذه الفكرة، أن لا تعطيها اهتماما، نعم نهتم بالقيامة وبأهوالها، ونؤمن بها، ونسعى أن تكون أعمالنا صالحة لتفيدنا في ذاك اليوم، لكن الذي نحقره هو الخوف المرضي الذي تعانين منه.

اصرفي انتبهاك عنه تماما، لا تعطي هذا الأمر اهتماما بهذه الكيفية، وأخضعيه للمنطق.

هذه قصة حكيت، وأنت كنت في سن صغيرة، عقلك لا يستوعب معناها الحقيقي والدقيق، وتفاعلت معها بتلك الكيفية في ذاك الوقت، والآن هي أصبحت تمثل الأساس الذي تقوم عليه المخاوف التي تأتيك الآن.

أزعجني كثيرا قولك: أريد الموت، المسلم لا يتمنى الموت، والموت آت ولا شك في ذلك -نسأل الله تعالى أن يرزقنا ويلهمنا حسن العمل وصالحه، وأن يحسن خواتيمنا جميعا-.

أنت صغيرة في السن، والله حباك بطاقات عظيمة، يجب أن تتجهي اتجاهات إيجابية على مستوى التفكير، ومستوى المشاعر، ومستوى الأفعال، لذا اجتهدي في دراستك، كوني دائما من المتميزين، يجب أن يكون لديك آمال وطموحات مستقبلية، ويجب أن تحسني توزيع وقتك، وتكوني بارة بوالديك، وممارسة الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة دائما فيها خير كثير، احرصي على تلاوة القرآن بتدبر (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، والقرآن هو أعلى درجات الذكر، ولا بد للصلاة أن تكون في وقتها، أذكار النوم وأذكار الاستيقاظ على وجه الخصوص تبعث طمأنينة كبيرة في النفوس.

هذه نصيحتي وتوجيهي العام لك، ولا أراك في حاجة إلى علاج دوائي، وإن كانت هنالك أدوية متميزة تعالج قلق المخاوف مثل: عقار زوالفت، والذي يسمى سيرترالين، لكن إن طبقت ما ذكرت لك من توجيهات، أعتقد أن ذلك لن يجعلك في حاجة للدواء، وإذا كان الأمر فوق طاقتك، وعجزت عن التغيير السلوكي الكامل، وإزالة هذه المخاوف، فأرجو أن تستأذني والديك وتذهبي وتقابلي طبيبا نفسيا.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات