السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من وسواس الموت منذ سنوات، حيث إذا خرجت وحدي بالسيارة أعاني من الخوف من الموت، وحديث النفس أني سأموت بعيدا ولا أحد يعلم عني.

ذهبت لطبيب نفسي، وعرفت أنها نوبات هلع وذعر، واستخدمت عقار الدوجمانتيل 200 ملم نصف حبة صباحا يوميا لمدة ثلاث سنوات، ومنذ خمسة شهور تركت العلاج، ورجعت الأعراض ولكن بشكل خفيف، تأثرت جدا منها، كل يومين أو ثلاثة تحصل لي نوبة خفيفة وشعور بالاختناق.

كشفت عند استشاري أنف وأذن وحنجرة، ووجد لدي تضخما في الجيوب الأنفية واللوزتين، وانحرافا في الأنف، حيث أعاني من انسداد في الأنف بالتناوب يوميا، فقرر الطبيب إجراء عملية، وأنا متخوف منها، فما طبيعة هذا المرض؟ ولماذا العملية؟ وهل العملية خطيرة أو تسبب مضاعفات؟

وشكرا.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فيما يتعلق بالجيوب الأنفية: فالبعض يعاني من حساسية الجيوب الأنفية المزمنة، مما يؤدي إلى تضخم الغشاء المخاطي المبطن للأنف والشعور بضيق التنفس والشخير ليلا أثناء النوم، وإلى تكرار التهاب الجيوب الأنفية، والبعض يعاني من انحراف الحاجز الأنفي، وعموما فإن انحراف الحاجز الأنفي والالتهاب المزمن في الجيوب الأنفية قد يحتاج إلى تدخل جراحي.

لا مانع من تجربة العلاج الطبي لعلاج الالتهاب ولعلاج حساسية الأنف، وملاحظة الفرق بين حالتك قبل العلاج وبعده، ثم تحدد ما إذا كنت بحاجة إلى عملية جراحية من عدمه، والعلاج يشمل تناول حبوب كورتيزون prednisolone 5 mg قرصين ثلاث مرات في اليوم لمدة 10 أيام، ثم تتوقف عن تناول الدواء ولا تكرره إلا بوصفة طبيب، مع تناول مضاد حيوي مناسب مثل klacid 500 mg مرتين في اليوم لمدة 7 إلى 10 أيام.

مع أهمية التعود على الاستنشاق بالماء المالح، وهو أفضل كثيرا من بخاخة ماء البحر، لأن الماء المالح يدخل الأنف بسهولة دون ضغط، ولأنه متاح في كل حين، كما أنه يصل إلى كل مناطق الجيوب الأنفية مع الاستنشاق، ويمكن التعود على ذلك في مواعيد الوضوء والصلاة أي خمس مرات يوميا.

لا مانع أيضا من استعمال بخاخ nasonex spray بختين في كل فتحة أنف قبل النوم لمدة 30 يوما، ثم عند الضرورة بعد ذلك، وعند الشعور بضيق التنفس، وهو بخاخ كورتيزون، ولكن يمكن الاعتماد عليه لمدد طويلة، لأن جرعاته موضعيه في الأنف ولا تمتص في الدورة الدموية، ولا تؤدي إلى مضاعفات تخص إنتاج الكورتيزون في جسم الإنسان، كذلك يمكن أن تتناول قرصا من حبوب telfast 180 mg قبل النوم مرة واحدة لعدة أيام، مع الإكثار من تناول عصير البرتقال والليمون الطازج، وتناول قرص فيتامين C جرعة 1000 مج مرة واحدة يوميا لمدة شهر أو شهرين، وسوف تشعر بالفارق -إن شاء الله-

وفقك الله لما فيه الخير.
-----------------
انتهت إجابة: د. عطية إبراهيم محمد -استشاري طب عام وجراحة وأطفال-،
وتليها إجابة: د. عبدالعزيز أحمد عمر -استشاري الطب النفسي وطب الإدمان-.
-----------------

نوبات الذعر أو الهلع هي نوبات تأتي لدقائق قد تمتد إلى ربع ساعة أو نصف ساعة، وتتوقف بعدها، ثم يمكن أن تتكرر في نفس اليوم، أو أحيانا في الأسبوع مرة أو مرتين، وتتمثل في خوف شديد من الموت، مع أعراض قلق مثل زيادة ضربات القلب والتعرق والرجفة.

علاجها إما علاجا دوائيا أو علاجا سلوكيا معرفيا، وطالما أصبحت خفيفة الآن - أخي الكريم - فيمكن علاجها بالعلاج السلوكي المعرفي. تحتاج لعدة جلسات من هذا العلاج - أخي الكريم - حتى تتخلص منها، وإن كنت لا تستطيع متابعة العلاج السلوكي المعرفي فأفضل علاج لها هو السبرالكس وليس الدوجماتيل، السبرالكس عشرة مليجرامات، ابدأ بنصف حبة - أي خمسة مليجرامات - بعد الإفطار لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، واستمر عليها حتى تتوقف أعراض الذعر - أخي الكريم - وتحتاج أن تستمر عليها لفترة تتراوح بين ثلاثة إلى ستة أشهر، ثم بعد ذلك توقف عنها بالتدرج.

وفقك الله وسدد خطاك.