العوامل المرسبة للقلق والمخاوف والاكتئاب والوساوس

0 440

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أبلغ من العمر (22) سنة، ومنذ سن الطفولة وأنا أشعر بالخوف والقلق والحزن والاكتئاب - لا أدري كيف اجتمعت بي - فعند الذهاب إلى الجامعة أو الذهاب إلى مقابلة شخص أشعر دائما بمغص وألم في أسفل البطن مع إسهال، حتى إنني توقعت دائما أن السبب تسمم من الأكل.

الآن وأنا أكتب لكم أعاني من ضيق في النفس وسرعة في نبضات القلب وألم في أسفل بطني، فالألم أتعبني جدا، وحينما آكل أي شيء يأتيني إسهال، وأعاني من الاكتئاب والانطوائية، فأنا الآن لا أحب الخروج من المنزل، وعند الذهاب إلى أي شيء مثل المتجر أحسب للذهاب إليه ألف حساب وأتوقع أسوأ الاحتمالات، وإذا ذهبت يأتيني خفقان مع ألم في البطن، وعند الحديث مع أي شخص فإذا قال أي كلام عادي موجه لي أفكر فيما قاله مرات عديدة، وأجعل لما قال ألف مقصد ومقصد، وأسأل من حولي لماذا قال هذا؟

وعند اتخاذ أي قرار أو فعل مع أي شخص ولو كان فعلا صحيحا وعقلانيا أشعر بالندم عليه، وأفكر في الأمر أيام عديدة، وإذا كان عندي مشكلة أريد حلها ولو كانت تافهة أضع أسوأ احتمال لها، فمثلا عند الذهاب إلى البنك لتسديد فاتورة أشعر بأن هناك مشكلة سوف تحدث أو أن أحد الموظفين سوف يتكلم علي، وأشياء كثيرة جدا.
وأنا نحيل الجسم جدا فأنا أكره شكل جسمي؛ مما يجعلني أشعر بالخجل عند الذهاب لأي شيء مثل مقابلة الناس، فأنا لا أحب أن ألتقي بالناس وأخاف كل الخوف إذا تحدثت مع أحد أن أزل بكلمة أو أجرح شعوره، وإذا حدق بي أي شخص أفكر كثيرا لماذا فعل ذلك؟ وأخاف كل الخوف من أن أحدا يتكلم أو يسبني، فأنا تعيس لأبعد درجة لا أعرف طعما للحياة، أتمنى – والله العظيم - دائما أن أموت بسرعة أو يوافيني الأجل سريعا.

أنا دائما أفكر وأفكر وأفكر في أي شيء كان، وأصعب الأمور جدا ولو كانت بسيطة وتافهة، وأحسب لها والله مليون حساب، وأعاني ومنذ زمن طويل بمثل الكهرباء والصعقة السريعة في أسفل البطن عند سماع صوت الجرس أو إغلاق الباب بشدة أو عند مناداتي من قبل أي شخص كان دائما في اليوم مرات عديدة.

وأنا عصبي جدا لأتفه سبب، دائم التوتر، حياتي صارت من عذاب لعذاب ومن جحيم لجحيم والله تعبت جدا، أتمنى الموت دائما لا أستطيع أن أقول تدمرت حياتي لأني لا أعرف معنى الحياة أو ذقت معنى الانشراح والسعادة، حاولت عدة مرات أن أذهب إلى دكتور نفسي لكن والله لم أستطع! حاولت أن أقنع نفسي آلاف المرات بالتخلي أو الخروج من هذه الهواجس ولكن لم أستطع.

أنظر دائما لمن حولي وهم يفرحون ويمرحون فأقول لنفسي لماذا لا أكون مثلهم لماذا لماذا؟؟ أشعر بالبكاء عند كتابة هذا الموضوع والألم والحسرة، أرجو حل مشكلتي وأكون لك من الشاكرين بعد الله وأدعو لك في ظهر الغيب أبدا ما حييت.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شفاك الله وعافاك أيها الأخ الكريم.

أنت لديك ما يعرف بالعوامل المرسبة للقلق والمخاوف والاكتئاب والوساوس، وهذه العوامل المرسبة تتعلق بالبناء النفسي لشخصيتك؛ حيث أنك شديد الحساسية، وتنظر للأمور بمنظور سلبي، كما أنك لا تقدر نفسك وذاتك بالطريقة الإيجابية، مما يجعلك لا تستطيع مواجهة الصعوبات اليومية، خاصة التي هي ذات طابع اجتماعي، وتفتقد الملائمة والتوافق، مما ينتج عنه الشعور بمزيد من القلق والتوتر.

نصيحتي لك -أيها الأخ الكريم- هي أن تكون أكثر إيجابية في تفكيرك، وأن تنظر مرة أخرى حتى تستطيع أن تكتشف أن لديك مقدرات كثيرة لم تسخرها، أو لم تأت على بالك، وهذه المقدرات أنا على ثقة كبيرة أنها موجودة .

دائما ننصح بالتفكير الإيجابي؛ لأنه من خير الوسائل النفسية السلوكية لعلاج الاكتئاب والتوتر والمخاوف، والتفكير الإيجابي بسيط جدا، وهو أن ينظر الإنسان في كل أفكاره السلبية ثم يحدد بعد ذلك المرادفات الإيجابية لها، ويحاول أن يستبدل المرادف السلبي بما يقابله مما هو إيجابي، مع التركيز والتمعن والتأمل في الفكرة الإيجابية حتى يتاح لها فرصة النضوج والثبات في داخل النفس وفي العقل الباطني.

الجانب الآخر في علاجك هو الجانب الدوائي، وهنالك الآن بفضل الله أدوية طيبة وممتازة وسليمة تساعد في علاج مثل حالتك، والدواء الأفضل لك يعرف باسم سبراليكس، أرجو أن تتناوله بمعدل حبة واحدة (10 مليجرام) ليلا بعد الأكل لمدة شهرين، ثم ترفع الجرعة إلى (20 مليجرام) ليلا أيضا بعد الأكل لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة بعد ذلك إلى (10 مليجرام) لمدة ثلاثة أشهر أخرى، وبذلك تكون انتهت مدة العلاج.

لابد أن تبحث أيضا فيما يعرف بآليات الفعالية الاجتماعية، والتي نعني بها الإقدام، والتواصل مع الآخرين، وتحمل المسئولية، وتقدم الصفوف.

وفقك الله لكل خير.



مواد ذات صلة

الاستشارات