ألم في الرأس وليس بصداع.. ما تشخيصه؟

0 34

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من ألم مزمن في رأسي من الجهة اليمنى منذ سنتين، بعدما ارتطم رأسي بالجدار، وقت الارتطام شعرت بدوخة وتعب، وبعد أسبوع شعرت بدوخة وألم، فأثر ذلك على نفسيتي كثيرا.

عملت أشعة مقطعية، وكانت النتيجة سليمة، وأنا مقتنع أن الألم ليس صداعا؛ لأنه بدأ بعد الارتطام، وهو ألم يأتي ويختفي ثم يعود، وأشعر معه بثقل وشد في الرأس، وأشعر بالألم عندما أتحرك أو أركض.

عملت حجامة، ولم أستفد، بدأت أكره نفسي وأكره الحياة، وأتمنى الموت لأتخلص من هذا الألم المزعج، ذهبت لعدة أطباء، ولم أستفد منهم شيئا، ودائما يخبرونني أني سليم، فهل الألم صادر من عروق أو أعصاب الرأس؟ ماذا أفعل؟

أفيدوني.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فضربة الرأس الشديدة في الجدار قد تؤدي إلى ما يعرف بحالة ما بعد الارتجاج post concussion، وتستمر أعراض ما بعد الارتجاج لمدة 7 إلى 10 أيام، ثم تبدأ في الاختفاء التدريجي وتنتهي في غضون ثلاثة أشهر، ونادرا ما تستمر لمدة عام كامل.

ومن بين أعراض ما بعد الارتجاج post concussion: الصداع والدوخة والشعور بالتعب والإرهاق والتوتر والقلق وفقدان التركيز والطنين في الأذن وزغللة الرؤية وحساسية من الضوء والضوضاء، أما في حال أن الأعراض تشمل نوبات من الصداع لفترة محددة ومع اختفائها تختفي كل المشكلة، وتعود لحياتك الطبيعية -كما كانت- فالأغلب أنك تعاني من نوبات من الصداع النصفي، وليس من حالة ما بعد الارتجاج، خصوصا وقد مر على تلك الضربة أكثر من عامين.

والصداع النصفي مرتبط باضطراب مستوى هرمون السيروتونين في الدماغ، ويصاحب الصداع النصفي بعض الزغللة في العيون والدوخة، وهذه الأعراض التي تسبق نوبات الصداع تسمى بالأورا ( Aura )، مثل الغثيان، التقيؤ، بالإضافة إلى زغللة العين والضجيج، ويحتاج المريض كجزء أساسي من العلاج إلى الاسترخاء في غرفة مظلمة بعيدا عن الضوضاء والصوت العالي.

ولذلك فإن الأدوية antidepressants المضادة للاكتئاب تمثل أحد أهم الأدوية التي تعالج الصداع النصفي، بالإضافة إلى فائدتها في ضبط الحالة النفسية والمزاجية وعلاج مرض التوتر والقلق وتمني الموت ( والتفكير في الانتحار )، وتعالج حالة الاكتئاب المصاحب للصداع.

ومن بين تلك الأدوية دواء Cipralex 10 mg التي تحسن من مستوى هرمون السيروتونين، ويعتبر من أهم الأدوية التي تعالج الصداع النصفي، ويتم تناول الدواء لمدة شهر، ثم زيادة الجرعة إلى 20 مجم لمدة 10 شهور، والعودة إلى جرعة 10 مجم لمدة شهر، ثم التوقف عن تناول الدواء.

ومن بين الأدوية المناسبة لعلاج نوبات الصداع النصفي هو دواء Treximet وهو دواء يجمع ما بين sumatriptan والمسكن naproxen sodium، كذلك من الأدوية المعروفة في علاج نوبات الصداع النصفي دواء Cafergot وهو يجمع ما بين Ergotamine ودواء caffeine.

ومن البدائل العلاجية الجيدة لمرضى الصداع النصفي عمل الحجامة على الرأس بدون تشريط أو فصد الدماء، وفي حال وجود خبير حجامة يمكن عمل الحجامة والفصد، وفي كل خير -إن شاء الله-.

مع ضرورة أخذ قسط كاف من النوم؛ لأن الجسم يفرز مواد مسكنة ليلا أثناء النوم تسمى Endorphins، وهي في الواقع مسكنات قوية تساعد في ضبط العمليات الحيوية ليلا لكي يستيقظ الإنسان وكله حيوية ونشاط، ولذلك ننصحك بالنوم ليلا مدة لا تقل عن 6 إلى 7 ساعات والقيلولة لمدة ساعة أو أقل ظهرا والاستيقاظ مبكرا، وسوف ينعكس ذلك على حالتك الصحية العامة -إن شاء الله-.

ومن المهم جدا أخذ حقنة فيتامين D جرعة 600000 وحدة دولية، ثم تناول كبسولات فيتامين D الأسبوعية جرعة 50000 وحدة دولية كبسولة واحدة أسبوعيا لمدة 12 أسبوعا، مع أهمية أخذ حقن فيتامين ب المركب المغذية للأعصاب Neurobion في العضل يوما بعد يوم عدد 6 حقن، مع الحرص على الإكثار من الحليب وتناول منتجات الألبان؛ لأنها المصدر الأساسي لعنصر الكالسيوم.

وفقك الله لما فيه الخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات