ضغوط الحياة تؤثر على علاقتي الزوجية!

0 29

السؤال

السلام عليكم.

أنا متزوجة منذ 4 سنوات، وبيننا 10 سنوات، ونحن أقارب نسكن في عمارة والده، زوجي الابن الأكبر، وأكثر اعتماد عائلته عليه حتى في أمورهم الخاصة أحيانا، هو رجل صاحب مسؤولية وخدوم جدا وعملي، لكن يفسد معروفه بعصبيته وكلامه، غير ذلك هو وظيفته مراسل مكتبي، وراتبه قليل، ونصفه ديون، ومشاكل عمله كثيرة جدا، ويسميها بيئة عصابات، هو مدخن، وشهادته ثانوي وغير طموح، ومقصر من الجانب الديني، وبخيل جدا معي في عاطفته، وثقيل بشكل مزعج على قلب الأنثى، علاقته معي تقتصر على العلاقة الحميمة فحسب، وبيئته مثله تماما.

أنا بيئتي مختلفة عنه جدا، تربيت في عائلة متدينة ولله الحمد وناجحة في كل أمور حياتها الدينية والمادية والاجتماعية والتربوية والوظيفية، وأنا بطبيعة الحال أشابه بيئتي، لذلك صبورة مع زوجي ومراعية لظروفه وأخاف الله فيه، لكن زوجي دائم النكران والجحود لي، رغم كل تضحياتي وتنازلاتي.

أنا شخصيتي قلقة جدا وحساسة، ورثت ذلك من أمي وعائلتها، كنت متفائلة جدا بنجاح علاقتي بزوجي، لكن بعد أن حملت بابنتي الثانية وازدادت علي الضغوط وبدأت أطلب بعض الراحة، صار يغضب بشدة ويطالبني بعدم التقصير والصمود؛ لأنه بحاجة لي، وهذا واجبي تجاهه، وأنا أويده في ذلك، ولكن هو دائم المطالبة بحقوقه كاملة دون مراعاة لوضعي ولاحتياجي للراحة وللتقدير والاهتمام والحنية، كبريائي يمنعني أن أقبل مساعدة أهلي، علاقة والدينا متوترة دائما، وأجدنا نسير في طريقهم، لا أريد أدوية، فهي أراحت أمي، لكن سببت لها برودا جنسيا، ما الحل غير الأدوية واللجوء لله؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وعد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك ابنتنا وأختنا الفاضلة في موقعك، ونشكر لك حسن العرض للمشكلة، وفي ذلك دليل على وعي وخير، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لكم الراحة والسعادة والآمال، وأن تقر عينك بطاعة زوجك لربنا الكريم المتعال.

لقد أسعدنا ذكرك لمحاسن زوجك ومساعدته لأهله وللآخرين، ونأمل أن تنجحي في جعله يتحسن من الناحية الشرعية؛ لأنها مفتاح لكل الخيرات، وننصحك بأن تحشدي ما في زوجك من إيجابيات وتذكريها له، ثم تطلبي منه إعمالها في القرب من الله لأنه الأساس، واستمري في التأقلم والتكيف مع الوضع حتى يحصل التحسن بحول الله وقوته.

واعلمي أن الحياة الزوجية يجتمع الناس حولها لعدد من الأسس والمصالح والمنافع، ونحن نؤكد حاجتك للراحة والمساندة منه، ولكننا ندعوك إلى تحسين طرق طلب المساعدة وعدم ربط ذلك بمساعدته لأهله، بل أظهري الفرح بنفعه للناس، واجعلي ذلك مفتاحا لطلب الخدمات، وثقي أن خروجه من بيئته ونمط أسرته يحتاج إلى وقت، ولذلك سيكون تفهمك للوضع أساسا وسببا لخفض التوتر الذي يحدث.

ولا شك أن القلق الزائد يتعب الإنسان، ولكن توكلي على الله وتذكري أن تعب الجسد أمره سهل، لكن الجانب النفسي هو الأصعب، ونحن نوافقك في عدم الذهاب لاستخدام الأدوية، وندعوك إلى تطوير مهاراتك في التعامل مع الأزمات، والاستمرار في إبعاد الأسرة من الطرفين مع الاستمرار في التواصل مع موقعك، ونوصيك:
1- كثرة اللجوء إلى الله.
2- التركيز على الإيجابيات وتضخيمها.
3- شغل النفس بالأبناء والعبادة.
4- الاهتمام بتطوير المهارات.
5- زيادة التقدير والاحترام له حتى يوفر لك الحب والأمان.
6- الثناء على القليل حتى يصلك الكثير.
7- زيادة القواسم المشتركة بينك وبينه.
8- القيام بحقوقه وحسن الاعتذار في حالة العجز أو المرض والضعف.
9- توقع الأفضل، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يحب الفأل الحسن.
10- تشجيع تواصله مع الموقع إذا كان ذلك ممكنا.
11- اختيار الأوقات المناسبة لمحاورته.
12- تعوذي بالله من الشيطان الرجيم.
13- الصبر ثم الصبر.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه سبحانه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات