السؤال
السلام عليكم.
أبدأ دراستي في مدينة بعيدة عن أهلي وأصدقائي، أدرس بلغة مختلفة عن لغتي، ولا يوجد أي طالب عربي في صفي، لذلك أعاني صعوبة في التأقلم والدراسة، وفي هذه المرحلة المتوترة من حياتي حدثت مشاكل مع أقرب صديقاتي لي، ولا أستطيع تجاوزها، ولا يمكنني الاعتماد على عائلتي كونها غير مستقرة وفي خلافات دائمة.
أشعر بالغربة والوحدة الشديدة، كيف يمكنني تجاوز هذه المرحلة بأقل خسائر نفسية ممكنة؟ ما مفتاح توفيقي في دراستي؟ وما هي الأشياء التي تساعدني على التأقلم؟ وكيف أعلم أن علاقتي مع صديقتي يجب أن تنتهي هنا، وأي محاولات هي مجرد استنزاف نفسي؟ وما هي الأسباب التي يجب أن آخذ بها حتى أحصل على صحبة صالحة في غربتي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hudasi حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا وأخانا الفاضل- ونشكر لك هذا الوضوح في العرض للسؤال، ونسأل الله أن يوفقك ويسددك ويصلح الأحوال وأن يعينك على طاعته أنه الكريم المتعال، وأن ييسر لك الصعاب ويصلح لنا ولكم الأحوال.
لا شك أن إصلاح ما بينك وبين الله مفتاح للخيرات، كما أن بحثك عن الصالحين باب إلى النجاح، فابحث عن الأخيار في مواطن الخير وأسس علاقاتك وصداقاتك وحياتك على الدين، واستبدل الصديقة بأصدقاء من الرجال، لأنه لا صداقة بين شاب وفتاة إلا إذا كانت محرما له أو زوجة، وأي صداقة خارج هذا الإطار سوف تكون عنصر شر وبابا للأزمات.
وأرجو أن لا تتوقف؛ لأن البداية صعبة، وابحث عن من يساعدك وسوف تجد في جامعتك ومدينتك من يقف معك، وتذكر أنك لست أول من يجد صعوبة في الدراسة أو في التأقلم، وثق بأنك لم تصل لهذه المرحلة إلا وأنت مؤهل للتعلم، والله سبحانه وهب الإنسان قدرات عقلية وملكات كبيرة، فاحمد الله على ما أولاك، واشكره لتنال بشكره المزيد.
أما بالنسبة لعائلتك فلا تدخلهم في مشاكلكم وذلك لبعدهم ولما ذكرت من أحوالهم، ولكن اطلب دعاء والديك، وتوكل قبل ذلك وبعده على الله وواظب على ذكره وشكره وحسن عبادته؛ لأن في هذا الصحة النفسية.
واحرص على أن تنظم جدولك وحياتك، وحطم جدار العزلة الوهمي، وخالط الناس واذهب إلى بيوت الله والأماكن التي فيها الخير، وعليك بإيقاف أي علاقة يمكن أن تفتح عليك أبواب المعصية، واستمر في التواصل مع موقعك والتشاور.
ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.