موقف الفتاة من رغبتها في التحفيظ مع اشتغالها بالتدريس لرغبة أهلها فيها

0 412

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تخرجت منذ سنة، وخلال هذه السنة التحقت بدار لتحفيظ القران الكريم، وكنت في قمة سعادتي وراحتي النفسية، لكن الأهل لم يتركوني، فأخذ كل منهم يلومني ويقولون لي ماذا استفدت من دراستك الجامعية؟! يا خسارة هذه السنين! في البداية لم أهتم بكلامهم، لكن مع كثرة التلميحات وقولهم: انظري لفلانة وعلانة؛ فكرت بأمر التدريس مع أن نفسي ترفضه تماما، لكن قلت: لم لا أجرب؟ فقدمت في مدرسة وقبلت فورا، في البداية كان الأمر عاديا، لكن مع مرور الأيام بدأت تظهر مشاكل من بعض الطالبات، وأحاول أن أشتكي لأهلي، لكنهم يقولون: إلى متى سيستمر هذا الدلع وعدم تحمل المسئولية؟ لكن عندما أشكو لبعض الصديقات يرين أنها مشكلة، ويساعدنني في حلها، وخلال هذه الفترة بدأت أكره الدراسة والتدريس، حتى قرأت الكتب أو الجرائد، وزادت مشاكلي مع أهلي أكثر من السابق، حتى إن حدة الحوار تزيد، ثم بدأت أكتم أخباري عنهم، وأحن لدراستي في التحفيظ، فماذا أفعل؟ ساعدوني أبعد الله عنا وعنكم الهم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شوق حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أختي الكريمة! نسأل الله أن يوفقك للخير، وأن يرزقنا وإياك السداد والرشاد.

رضا الناس غاية لا تدرك، وكلام الناس لا ينتهي أبدا، وعلى الإنسان أن يجتهد في السير على الصراط المستقيم ولا يستوحش لقلة السالكين.

ولا أظن أن هناك تعارضا بين حفظ القرآن والعمل بالتدريس، خاصة إذا كانت البيئة المدرسية نظيفة وخالية من الاختلاط بالرجال، وكانت حاجة المسلمين ماسة لعملك ووظيفتك، فقد يصلح الله على يديك بنات المسلمين، ويمكنك تشجيع الطالبات على حفظ كتاب الله الذي وجدت حلاوته وسعدت بتلاوته، وعندها تفوزين بأجر من دل على هدى.

كما أرجو أن تنظري إلى حالتك المادية واحتياجك للمال، فإذا كنت ميسورة الحال وهناك من يسد هذه الثغرة من الصالحات فلا بأس من التفرغ لحفظ القرآن، وأرجو أن تكون النية خالصة لله، فإنه سبحانه لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصا وأريد به وجهه سبحانه، وعليك أن تجتهدي في تعليم القرآن، فكما قال صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، وأذكرك بمقولة الفضيل بن عياض: (العمل من أجل الناس رياء، وترك العمل من أجل الناس شرك، والخلاص أن يعافيك الله منهما).

والفلاح أن يظهر أثر القرآن علينا، فقد كان صلى الله عليه وسلم خلقه القرآن، فلا تشتدي في مناقشة الأهل خاصة إذا كانوا الوالد والوالدة؛ لأن برهما واجب على الإنسان، ومن البر أن نصبر على كلامهما ولا نرفع الصوت عليهما ولا نحد النظر إليهما، وقد قالت عائشة رضي الله عنها: (ما بر أباه من أحد إليه النظر عند الغضب).

ولا بأس أن يستعين الإنسان على قضاء حوائجه بالكتمان، وعليك بالتوجه إلى الله واستشارة الصالحات من المعلمات، وسوف تجدين دائما من تعينك بعد الله على تجاوز الصعاب.

ولا تقطعي صلتك بكتاب الله، وضاعفي الجهد في أيام العطلات، وأبشري إذا صدقت في حبك لحفظ القرآن، وسوف يجعل الله بعد عسر يسرا.

زادك لله حرصا وتوفيقا، وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات