السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أشكركم على هذا الموقع المفيد، جعله الله في ميزان حسناتكم.
أختصر لكم مشكلتي بأنني لم أجد علاجا لشخصيتي الضعيفة، فأنا شاب أسعى وأجتهد على الاستقامة والصلاح، ودائما ما أواجه مواقف من زملائي في العمل أعجز على الرد عليهم، حيث يتفوهون بالكلام البذيئ والجارح بقصد المزاح، وأنا أتحاشى ولا أرد عليهم، فيتمادون بالسخرية.
حاورتهم بالهدوء والأسلوب الطيب ولكن دون جدوى، وتلك المواقف تبقى في بالي لمدة طويلة، أحاول نسيانها بلا جدوى، وأبقى سجين تلك الأفكار السلبية فأفقد تركيزي، ولا أعيش أيامي كسائر الناس؛ لأنني أكره أن أعامل بتلك الطريقة، وذلك المستوى من التحقير والتنمر للضحك.
في حياتي اليومية أي موقف سلبي أمر به يظل ببالي فيتعبني، شخصيتي حساسة للغاية لا أعلم هل أنا فقط على هذه الحالة؟ هل هو ابتلاء؟ هل يمكن علاج هذا التفكير السلبي الذي يسيطر علي ولا يمكنني التحكم به؟
أتمنى الإفادة بنصحكم وإرشادكم فحالتي ومعاناتي لا يعلم بها إلا الخالق.
بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
لست وحدك ممن يعانون هذا الشيء، فهناك أناس كثيرون يعانون من الحساسية المفرطة، لا أسميها ضعف الشخصية ولكن مشاكل في الشخصية، ومنها الإحساس بالدونية، وعدم الاستطاعة في التواصل والرد على الناس الذي يسيئون إلى الشخص.
هناك علاج لهذا النوع من اضطراب الشخصية، ولكن علاجه علاج نفسي وليس علاجا دوائيا، ويحتاج إلى وقت وتعاون منك، هناك الآن علاجات نفسية لتمليكك مهارات تقوية الذات، نعم هناك الآن مهارات لتقوية الذات يمكن للشخص أن يتعلمها من خلال العلاج النفسي لفترة من الوقت، تحتاج لعدة جلسات مع معالج نفسي، في كل جلسة يقوم بالشرح مهارة معينة من تقوية الذات، ويطالبك بتطبيقها في الحياة العملية عند مواجهة هذه المواقف، ومن ثم يراجع معك أين أصبت وأين أخفقت، وهكذا، حتى يتم تقوية ضعف الذات بالتدرج، وإزالة الحساسية المفرطة منك نحو الناس وتعاملهم معك.
فهناك حل، وهناك -إن شاء الله- طريقة للتخلص مما تعاني منه، ولكن عليك بالصبر واتباع تعليمات المعالجين النفسيين حتى يساعدوك في التخلص من هذه الأشياء.
وفقك الله وسدد خطاك.