السؤال
السلام عليكم.
جزاكم الله خيرا على هذا الموقع.
أشعر بضيق شديد وخنقة مع اقتراب دخول شهر رمضان المبارك منذ ثلاث سنوات، أسأل الله أن يغفر لي، وقد ذكرت ذلك لطلب الاستشارة، وإلا فأنا حزينة على هذا الأمر، وفي أثناء الشهر أظل مخنوقة جدا وطول الصيام أظل أنظر الساعة متى الإفطار، وبعده أنام وأتألم على حالي، فالناس تذهب للقيام وأنا للنوم، وهكذا حتى ليله العيد أحس أني مسجونة وانطلقت.
أظل حزينة على مرور الشهر الكريم، وغير راضية عن هذا أبدا، وبالإضافة أني لا أشعر بالمعاني الروحية للشهر الكريم، ولا حتى في غيره، أقوم بالعبادة بدون شعور، وهذا أمر استجد، علما أني قد ذكرت في استشارة سابقة أني مصابة بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب، وأمر بتقلبات شديدة في المزاج، حتى في اليوم الواحد لا أثبت على حال، فهل لهذا المرض علاقة بما أشعر به؟ فأرجو منكم النصيحة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتاة مسلمة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
قد يكون الصوم ثقيلا على بعض الناس خاصة أولئك الذين لا يعودون أنفسهم على صيام النوافل أثناء السنة، لكنهم يعتادون عليه بعد ثلاثة أو أربعة أيام، خاصة وأن هذه العبادة جماعية يحصل فيها التناشط والتنافس بينهم.
عيش الشخص منفردا أو حب الوحدة في البيت يسبب النفرة من العبادة، فأوصيك أن تكوني اجتماعية، وأن تعيشي مختلطة بأفراد أسرتك.
معرفة الثواب والعواقب من فعل أي عبادة يبعث على حبها وأدائها، ولذلك أوصيك أن تقرئي كثيرا عن فضائل الصيام وخاصة شهر رمضان، فذلك يحث النفس على حب العبادة والمنافسة في فعلها وبالتأكيد مع الإخلاص لله تعالى.
ارسمي لنفسك برنامجا متكاملا عن شهر رمضان يبدأ من صلاة الفجر وينتهي بعد أداء صلاة التراويح، وقومي بمراجعة البرنامج يوميا وتعديله وتصحيحه ومحاولة عمل نسبة تقديرية لتنفيذ البرنامج، مع الاجتهاد في أداء ما فات في اليوم الماضي، وما كان منه يمكن قضاؤه فقومي به فورا من باب معاقبة النفس، ومن أمثلة ذلك لو أنك قصرت في ورد تلاوة القرآن فتداركي ذلك في أي وقت.
حبذا لو كان لك زميلات صالحات يعينونك على الخروج من البيت فتمر عليك كل يوم واحدة وتذهبن سويا لأداء صلاة العشاء والتراويح معا، فهذا أدعى للتنافس والنشاط في أداء العبادة.
رتبي أوقات النوم خاصة في هذا الشهر الفضيل، وعليك أن تستغلي هذه النفحات الربانية التي لا تتكرر إلا مرة في السنة فشهر رمضان فيه أجور عظيمة.
إن عجزت عن الذهاب للجامع لأداء صلاة التراويح فقومي بأدائها في البيت ولو كان بنصف جزء من القرآن، واعلمي أن أجر أداء المرأة للصلاة في البيت أعظم أجرا من أدائها في المساجد.
أوصيك أن تستمري في أخذ العلاج لما تعانينه من الاضطراب الوجداني ثنائي القطب فقد يكون له دور فيما تعانينه؛ لأن من أعراضه النشاط الزائد أحيانا والخمول والكسل أحيانا والفرح والحزن والإفراط في النوم.
عودي نفسك على كثرة تلاوة القرآن الكريم وصيام النوافل وقيام الليل، فهذا سيعينك على صيام رمضان وأداء التراويح مع المسلمين -بإذن الله تعالى-.
أكثري من التضرع بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة مع تحين أوقات الإجابة وسل الله تعالى أن يحبب إليك الإيمان ويزينه في قلبك ويعينك على أداء العبادات بنشاط ورغبة وأكثري من دعاء ذي النون (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له).
استعيني بالله تعالى وتوكلي عليه فمن استعان بالله أعانه ومن توكل عليه كفاه.
نسعد بتواصلكن ونسأل الله تعالى لك التوفيق.