لم أستطع التأقلم على الحياة في الخارج، فماذا أفعل؟

0 27

السؤال

السلام عليكم.

أنا طالبة في السنة الثانية في كلية الطب البشري، ولقد شاءت الأحوال بأن أدرس بعيدة عن أهلي، المشكلة أنني إلى الآن لم أتأقلم جيدا على الغربة عن أهلي وعن بيتنا، أحيانا أقول في نفسي كيف أصبحت هنا، لا أصدق، أحس أنني في حلم، أقول أين أنا؟! ولماذا أنا بعيدة عن أهلي، فلقد أصبحت غريبة عن منزلي وغرفتي وأهلي، ولا أراهم إلا شهرين في السنة، لا أصدق ذلك إلى الآن.

أحس أنني في حلم، وكلما قدمت امتحانا وأخطأت في شيء أنهار وأشعر بالاختناق والضيق كثيرا، وأفقد الطاقة على كل شيء، ولكنني أصلي، وأدعو الله دائما أن يحسن من نفسي ومن تفكيري الذي يتعبني دائما.

لقد ظهر اسمي من الأوائل في السنة الأولى، لكن في السنة الثانية تراجعت علامتي، صحيح أنني -الحمد لله- أحرزت علامات جيدة، ولكن بمعدل لا يجعلني أكون من الأوائل، وذلك سبب لي ألما نفسيا، وأنني لست أفهم أو عندي مشكلة، وأصبحت أحس أنني أقل من غيري في الذكاء والفهم والقدرة على الدراسة جيدا.

أحاول أن أنسى دائما هذه الأفكار كلها، وأدعو الله دائما أن يفرج ما بي، فما الحل للتأقلم مع الحياة؟ وكيف يكون الشخص قوي الإيمان بالله وصابرا إذا لم تأت الأقدار بما يتمناه؟

وشكرا جزيلا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا وأختنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك مشاعرك النبيلة تجاه أهلك، ونهنؤك على نجاحك، ونبشرك بأنك قادرة على إحراز المزيد بحول وقوة الكريم المجيد، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم السعادة والآمال.

لا شك أن درجاتك العالية في السنة الأولى هي أكبر دليل على قدرتك على النجاح بحول وقوة ربنا الفتاح، فاشكري الله على نعمه لتنالي بشكره المزيد، وتذكري أن السنة الأولى دائما هي الأصعب في مسألة البعد من الأهل، وتجاوزك لها دليل آخر على إمكانية تحسن الوضع النفسي.

وأرجو أن تعلمي أن سعادة أهلك في نجاحك وتفوقك، وأن في بعدك تدريب لك على مسيرة الحياة، ونحن معاشر الآباء والأمهات نتمنى أن يكون أبناءنا وبناتنا معنا دائما، ولكن الصواب أن ندرك أنهم سوف يبتعدوا ليؤسسوا حياة جديدة تسعدنا وتسعدهم ويتحقق بها الاستخلاف والتطور والنماء، ونجاح الأبناء يغطي على كل الآلام، فأشغلي نفسك بالأذكار والطاعات، ونظمي جدولك للمذاكرة والاجتهاد، ثم توكلي على الله، وابحثي عن صديقات صالحات حريصات على دراستهن يكن عونا لك على النجاح والخيرات.

ولا يخفى عليك أن هم عدونا الشيطان هو أن يحزن أهل الإيمان، ولكن ليس بضارهم شيئا، فإذا ذكرك بأهلك فأكثري من الدعاء لنفسك ولهم، وأشغلي نفسك بالأذكار، وعندها سوف يهرب عنك عدونا الشيطان.

ومما يعينك على تجاوز العقبات التنويع في برامج الدراسة، وتكوين علاقة طيبة مع الصالحات، واكتشاف ما وهبك الله من قدرات، ولا تحجزي نفسك، وتجنبي الأفكار السلبية والتصورات السالبة، وأملي الخير وتفاءلي، وأبشري، وأحسني الظن بربك سبحانه.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات