السؤال
السلام عليكم.
أعاني من زيادة الوزن، ولا أستطيع إنزاله، وأشعر بقلق، وبدأت أنعزل بسبب الإحراج من وزني منذ ثلاث سنوات، من بعد ولادتي لطفلي الثاني وأنا في حالة قلق وحزن بسبب وزني، أيضا لا أستطيع الاستمرار في أي حمية غذائية أكثر من يومين، وفي أي شيء كذلك؛ حتى العبادة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاتن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بالطبع- يا ابنتي- إن زيادة الوزن عن الحد المقبول للطول يؤدي إلى كثير من الأمراض الجسدية: ارتفاع الضغط، ارتفاع شحوم الدم، أمراض القلب، السكري، التهابات المفاصل، وغير ذلك.
ومن المعلوم أيضا بأن السمنة المزمنة تؤثر سلبا على نفسية الشخص خاصة عند النساء، فتسبب عند البعض قلة الثقة بالنفس والانعزال والاكتئاب ومشاعر نفسية سلبية أخرى، وهذه المشاعر ستجعل الشخص يقبل أكثر على تناول الطعام، خاصة الأطعمة الدسمة والسكريات؛ وذلك كطريقة للهروب من تلك المشاعر، وللشعور بالرضا فتحدث حلقة مفرغة تزيد الأمور سوءا، لذلك يجب الانتباه إلى هذه النقطة عند اتباع أي حمية غذائية لخفض الوزن.
نعم - يا ابنتي- إن الحمل يؤدي إلى زيادة في الوزن، لكن هذه الزيادة في الحالة الطبيعية يجب أن لا تتجاوز 3-4 كلغ بعد الولادة، وإذا قامت السيدة بالإرضاع الطبيعي وتناولت حاجتها فقط من السعرات الحرارية فإنها ستخسر هذه 3-4 كلغ خلال فترة الرضاعة، لكن إن لم تخسرها فسيأتي الحمل التالي ويضيف 3-4 كلغ جديدة إلى وزنها، وسيصبح المجموع بعد حملين 6-8 كلغ، هذا إذا افترضنا بأن السيدة تتناول حاجتها فقط من السعرات الحرارية وليس أكثر، وهذا نادرا ما يحدث خلال الحمل والإرضاع، لذلك فمن السهل جدا أن تحدث زيادة كبيرة في الوزن بعد تكرر الحمل، لذلك يجب الانتباه خلال فترة الحمل والرضاعة إلى الطعام المتناول، بحيث يتم التركيز على النوعية وليس الكمية، بحيث لا يتم تناول سعرات أكثر من حاجة الجسم، وأيضا يجب الاهتمام بالرياضة خلال فترة الإرضاع.
وأنصحك باتباع النصائح التالية:
1- ضعي هدفا منطقيا بحيث يكون سهلا وقابلا للوصول إليه، فمثلا ليكن هدفك الأول هو خفض وزنك 5 كلغ فقط في 5 أشهر، فهذا يجعل احتمال أن تحققي هذا الهدف احتمالا مرتفعا، وعندما تجدين بأنك حققت الهدف الأول ستشعرين بالسعادة وبالرضا وبزيادة الثقة بالنفس، وهذا سيعطيك حافزا للبدء بتحقيق الهدف التالي، وليكن مثلا 8 كلغ خلال 5 أشهر وهكذا.
2- حددي السبب الذي من أجله قررت خفض وزنك، مثلا:( أريد أن أخفض وزني لتبقى صحتي جيدة فلا أصاب بالأمراض، وبذلك سأكون قادرة على رعاية أطفالي وأن لا أقصر بحقهم وأستمتع برؤيتهم يكبرون أمام عيني وأنا بصحة جيدة، ولا أريدهم أن يروني حزينة دائما أو أعاني من الأمراض، فأكون بذلك سببا في شعورهم بالألم والتعاسة )، اكتبي ذلك أو أي سبب آخر على ورقة واقرئيها في كل مرة تجدين بأنك قد فقدت السيطرة على نفسك، وبدأت بتناول ما هو زائد عن برنامج الحمية، فهذا سيكون حافزا لك وسيعيد لك عزيمتك، وبنفس الوقت سيشتت فكرة اللجوء إلى الطعام.
3- تفادي شراء أو وجود الأطعمة غير الصحية في المنزل كالحلويات والمقرمشات والسكاكر وغير ذلك، وإن كان لا بد من وجودها فأنصحك بوضعها في مكان بعيد عن عينك وعن متناول يدك، بحيث لا ترينها باستمرار، ويصعب الوصول إليها، فوجود مثل هذه المغريات أمام النظر يجعل الإنسان يفكر في تناولها حتى لو لم يكن راغبا في ذلك، وبنفس الوقت أكثري من وضع الفاكهة والخضار أمامك، بحيث لو شعرت بالجوع أو الرغبة للطعام بين الوجبات فيمكنك أن تتناولي منها، وبهذه الطريقة ستلجئين إلى تناول الخضار والفاكهة المفيدة بدل الحلويات والمقرمشات، وبنفس الوقت سيتعلم صغارك منك هذه العادة الصحية.
4- إذا حدث ولم تتحكمي بنفسك في إحدى المرات، أي تناولت شيئا ليس من المفترض أن تتناوليه، هنا أنصحك بعدم تضخيم الخطأ، بل بمسامحة نفسك وعدم لومها، ولا تقولي لقد خرقت التعليمات، وبالتالي لا فائدة من إكمالي اللحمية في هذا اليوم، بل على العكس قولي لنفسك:(هذا أمر طبيعي، ويحدث مع كل إنسان يتبع حمية سواء كانت لإنقاص الوزن أو بسبب مرض السكري أو أي سبب آخر)، ثم استمري في برنامج الحمية كالمعتاد بقية اليوم.
5- مارسي الرياضة بشكل يومي وأفضلها رياضة المشي السريع لمدة ساعة، فالرياضة تحرق سعرات حرارية، وبنفس الوقت تعدل المزاج وتفرز هرمونات السعادة، فيكون الربح مضاعفا لك.
6- سجلي كل ما تتناولينه يوميا على ورقة مع التوقيت، بحيث يمكنك التعرف على عدد السعرات التي تتناولينها وأيضا التعرف على الأوقات التي تشعرين فيها بضعف إرادتك؛ للتعامل معها بشكل جيد.
7- احرصي على أن تكون وجبة الفطور غنية بالبروتين: جبن أو لبن أو حليب قليل الدسم، بيض، فول، حمص، أو غيره، فالبروتين يساعد على ثبات مستوى سكر الدم ويقلل الشعور بالجوع.
8- اقترحي على أختك أو صديقتك أو زوجك أو أي شخص مقرب منك أن يشاركك برنامج الحمية، وتناقشا فيما يحدث معكما من تطورات خلال البرناج باستمرار، فهذا سيشجعك على الاستمرار والمثابرة؛ لأن المشاركة والمنافسة تسهل تحقيق الأهداف.
9- أخيرا - يا ابنتي- عليك بالصبر وعدم الحكم على نفسك بسرعة، فالنتائج في تحقيق الهدف الأول لن تكون سريعة، لذلك أنصحك بعدم وزن نفسك يوميا، بل مرة كل أسبوع، ويجب أن تكون بنفس الوقت وبنفس الظروف.
أتمنى لك دوام الصحة والعافية -إن شاء الله تعالى-.