السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب بعمر 24 سنة، أعاني من الوسواس منذ 6 سنوات، راجعت الطبيب قبل 3 سنوات، فوصف لي أدوية لعلاج الاكتئاب والقلق والوسواس.
أصبت مؤخرا بتشويش وتشتت الأفكار، فصرت كالمجنون، لا أفهم أحدا، وعندما أشاهد التلفاز لا أفهم شيئا، عقلي بدأ يضايقني عندما أفكر، وأعاني من قلة التركيز، حتى تمنيت الموت، لكن عندما أندمج مع الناس وأتصرف على سجيتي أكون طبيعيا، ولا أتشتت، ولا أعاني من شيء أبدا، وأنا خائف ومرعوب من حالتي.
حاليا أتناول الأنافرانيل 75 حبتين في اليوم والفافرين 100 حبتين في اليوم وrisperdal 2mg حبة في اليوم، فأرجو منكم الرد؛ لأني في محنة وضيق، وأخاف أن أفقد عقلي وأجن، دلوني على العلاج.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
تشتت التركيز بالكيفية التي ذكرتها ووجود التشويش الشديد والخوف أن تصاب بالجنون، هي من سمات القلق الوسواسي الذي تعاني منه.
أولا: عليك بالدعاء، ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه أنس -رضي الله عنه-: أنه كان يستعيذ بالله من الجذام والبرص والجنون وسيئ الأسقام. والدعاء سلاح المؤمن -أيها الفاضل الكريم-، هذه هي النقطة الأولى.
ثانيا: أدويتك قد تحتاج إلى تعديل، فأرجو أن تشاور الطبيب في ذلك، الفافرين دواء رائع وجرعة 200 مليجرام هي جرعة ممتازة وفاعلة، لكن أعتقد الأنفرانيل لو تم استبداله بعقار آخر كالفلوكستين أي البروزاك ربما يكون هذا أمرا جيدا، فأرجو أن تستشير الطبيب في استبدال الأنفرانيل بالبروزاك، والاستمرار على الفافرين بجرعة 200 مليجرام ليلا، ولا مانع من أن تستمر على جرعة الرسبيريادون، وربما يفضل بعد شهرين من الآن أن تخفض جرعة الرسبيريادون إلى 1 مليجرام.
أخي الكريم: أنت محتاج لبرامج منتظمة لممارسة الرياضة ، وكذلك لتمارين استرخائية، وأن تحسن إدارة الوقت، وأنت -كما تفضلت- حين تكون في وضع تفاعل اجتماعي إيجابي تختفي منك الأعراض تماما، فأكثر من التواصل الاجتماعي، وأشغل نفسك بأشياء أخرى مفيدة كالقراءة المفيدة، انضم لحلق القرآن، وستجد في ذلك خيرا كثيرا وطمأنينة وتفاعلا اجتماعيا مفيدا جدا، رفه عن نفسك بما هو مفيد، ولا تدخل في حوارات مع الفكر الوسواسي القلقي، النوم الليلي المبكر يزيل القلق تماما، وأرجو أن تركز على فترة الصباح لأن تنجز الأشياء المهمة، البكور فيه خير كثير، حين تستيقظ مبكرا بعد أن تكون قد نمت مبكرا وبعد صلاة الفجر تجد نفسك بحالة استرخاء ذهني وجسدي وعقلي وفكري بعيد جدا عن التشويش في التركيز، هذا هو الوقت الذي نستغله للقراءة وللحفظ، من أجل بداية اليوم بداية سليمة.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.