السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موقع الشبكة الإسلامية الكرام، ترددت كثيرا في طرح هذه الاستشارة، لكنني فقط أردت أن أعرف الجواب.
نحن عائلة محافظة ومنغلقة ومتدينة جدا ولله الحمد، فخروجنا من المنزل للضرورة، نحن 7 بنات، 4 منا في سن زواج، ولكن إلى الآن لم يأت لخطبتنا أحد ما رغم أنه لا ينقصنا شيء من دين وسمعة وأصل طيب ولله الحمد، وكل قريباتنا يتعاملن بالسحر والعياذ بالله.
ونحن لا نعرف بهذه الأمور أبدا ولله الحمد، ولا نذهب حتى لمشايخ الدين للاستفسار عن هذه الأمور، فكيف لنا أن نعرف أنهن قمن بعمل سحر لنا يمنع زواجنا أم لا؟! علما بأننا معتمدون على الإكثار من الدعاء بأن يحمينا الله من هذه الأمور، فهل هذا يكفي؟؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير وأن يرضيك به، وأن يحفظكم من بين أيديكم ومن خلفكم، وأن يلهمكم السداد والرشاد.
لا تترددي يا فتاة الإسلام في طرح سؤالك على إخوانك وآباؤك في موقع الشبكة الإسلامية، وثقي بأننا في خدمة المسلمين والمسلمات.
لقد أسعدني قولك: (نحن أسرة محافظة ومتدينة جدا) ونسأل الله أن يزيدكم حرصا وتوفيقا، وأن يكثر في أمتنا من أمثالكم، وقد أحسنت فلا خير في كثرة الخروج من المنزل، وعيب في المرأة أن تكون خراجة ولاجة.
أما كلمة (منغلقة) فلا شك أنها من أسباب عدم مجيء الخطاب؛ لأن الأسرة المسلمة لابد أن تكون لها علاقات اجتماعية مع الأسر الطيبة بالدرجة الأولى، ثم مع غيرهم مع الأمن من الشرور، حتى نقدم نصحنا للناس، فإن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على الأذى خير من الذي لا يخالط ولا يصبر، والمؤمن يألف ويؤلف.
أرجو أن تشهدن تجمعات النساء الخيرية في مراكز التحفيظ وحلق العلم وبيوت الله، وثقي بأن كل أخت من الحاضرات لها ابن أو أخ أو محرم يبحث عن الصالحات ويستفيد من اختيار أخواته وثناء قريباته على الصالحات، بل وربما طلب منهن أن يبحثن له عن المرأة الصالحة من أمثالكن.
إذا ملكت المرأة بعد الدين السمعة الطيبة والأصل الطاهر، فإن الرجال يرغبون فيها، فلا داعي للقلق، وسوف يأتيكن ما قدره الله، لكن لكل أجل كتاب.
الصواب أن يبحث الإنسان عن الأسباب الظاهرة لعدم مجيء الخطاب، ويؤدي ما عليه من الدعاء والتوجه إلى من يجلب الخير ويصرف الضراء، ويعرض الأمر على الصالحات من القريبات والفاضلات من النساء، وعلى الرجال أن يقوموا بدورهم في عرض بناتهم وأخواتهم، كما فعل الفاروق حين عرض حفصة رضي الله عنها لذي النورين، ولصديق الأمة، ثم فازت بخاتم الأنبياء.
هنيئا لمن يكثروا من اللجوء إلى الله، ويا سعادة ممن يطلب الحماية من ربه ومولاه، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.
لا خير في المجيء للسحرة والكهنة والعرافين، وقد أخبر رسولنا الأمين بعقوبة من يأتي إليهم، فقال صلى الله عليه وسلم: (من أتى كاهنا أو عرافا -وفي بعض الروايات: أو ساحرا- لم تقبل له صلاة أربعين يوما) أما من أتى كاهنا أو عرافا: (فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم).
يجب أن تعرفي أن كيد الشيطان ضعيف، وأن الساحر لا يفلح حيث أتى، ولا يملك السحرة ولا غيرهم الضر والنفع؛ كما قال تعالى: (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) [البقرة:102].
المسلم يحصن نفسه بالأذكار، وبتلاوة كلام الواحد القهار، وبالحرص على طاعة الله في الليل والنهار، وبالدعاء والتضرع إلى الله في الغداة والعشي والأسحار والإبكار، وهذه الطاعات تمنع بإذن الله وقوع السحر وتخفف من آثاره، وقد تزيلها بالكلية إن وجدت، ولا عجب فإن الله يدافع عن الذين آمنوا، ولم يجعل لعدونا الشيطان سلطان: (إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون) [النحل:99].
للمسحور علامات يذكرها بعض العلماء، منها ما يلي:
1- الشعور بالضيق أو الصداع عند سماع القرآن.
2- العصبية الزائدة.
3- الرغبة في الابتعاد عن الناس.
4- الأحلام المزعجة المتكررة.
5- المرض الذي لا يعرف له الأطباء سببا.
6- الرجفة والارتعاش، والشعور بتنمل في الأطراف، أو احمرار وتغير في العينين.
7- الخوف الشديد.
علما بأن هذه العلامات ليست محصورة، ولا تكون متشابهة في كل الأشخاص، وهي مجرد اجتهادات من بعض المهتمين بالسحر والمسحورين، ولا توجد حدود فاصلة بين من به سحر أو عين أو مس.
كما أن بعضهم يقسم السحر بحسب أنواعه؛ فمنه ما هو مشروب ومأكول، وهذا يؤثر على المعدة، ومنه ما هو موطوء وذلك بأن يمشي عليه المريض، ومنه ما هو سحر الأثر الذي يؤخذ فيه شيء من المريض مثل شعره أو عرقه أو ثيابه.
لا أظن أن في الأمر ما يدعو للقلق؛ لأن السحرة وأعوانهم يقصدون في الغالب من يعاديهم أو يزاحمهم، ولا تحدث هذه الاحتكاكات مع الأسر التي لا تختلط مع الناس.
وبالله التوفيق.