السؤال
السلام عليكم
يعجز اللسان عن شكركم لما تنفعوننا به، فجزاكم الله عن كل المسلمين خيرا الجزاء فردا فردا.
متزوجة منذ 6 سنوات، ولي ثلاثة أطفال، وعمري23 سنة، أسعى لإصلاح نفسي وتربيتها، وأن أربي نشأ صالحا، لكن لا أعلم من أين أبدأ؟ وكيف أرتب أهدافي وأولوياتي؟ أريد أن أطوي صفحة جديدة، وأبدأ بخطى ثابتة ومسددة في إنجاح أسرتي، فما هي الخطة التي علي اتباعها في تعليم أطفالي وتطوير قدراتهم؟ وما هي احتياجاتهم التي يلزمني أن أوفرها لهم؟ وكيف أرتب وقتي بين العبادة والعناية بنفسي وذريتي، وبين أشغال البيت؟
علما بأني أعاني من شيء من المماطلة والتسويف وضعف الهمة والإرادة، كما أني لست يقظة، وضعيفة التركيز، كل ذلك أكرهه في نفسي وأريد إصلاحه، أشيروا علي بورك فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بداية نرحب -بابنتنا الفاضلة- في موقعها، ونشكر لها فكرة السؤال الرائعة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح النية والذرية، وأن يستخدمنا جميعا في طاعته، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق في طاعته السعادة والآمال.
سعدنا بهذا السؤال الذي تسأل فيه ابنتنا عن كيف تكون ربة بيت ناجحة؟ ورغم صغر سنها وصغر أطفالها، إلا أننا نؤكد أن فكرة السؤال رائعة، ونحب أن نقول:
البداية تكون بتأهيل نفسك، وأن تهتمي بتعلم الأمور الشرعية التي تحتاجينها في تربيتك لأبنائك، ونتمنى أيضا ونأمل أن يكون للزوج تعاون معك في إنجاح الذرية، ونحب أن نقول: إن مسألة التعليم ستظل مستمرة، فأنت تعلمت الكثير، وعليك أن تعلمي أبناءك الأساسيات في العقيدة، وبعد ذلك تعلميهم صغار السور، ثم تعلميهم الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها المسلم، والطفل يحتاج في السبع سنوات الأولى إلى أن نلاعبه وإلى أن نداعبه، ويحتاج إلى إشباعه من العاطفة والأمن والاهتمام.
يحتاج كذلك إلى العناية الشاملة، ونحب أن ننبه -ابنتنا الفاضلة-: بأن حرص المرأة على تربية أبنائها هو لون من العبادة لله تبارك وتعالى، فمما فضل الله به المرأة، ورفع قدرها هذا التكليف الصعب الذي تقوم به في رعاية الأطفال، والقيام بحق الزوج، والنبي عليه صلاة الله والسلام مدح نساء قريش، فقال: "خير نساء ركبن الإبل صالحات نساء قريش، فما هي المؤهلات يا نبي الله، قال: أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده" فالصغار بحاجة لعناية واهتمام ونظافة، وكل هذا ينبغي أن تحتسبي أجره وثوابه عند الله، وهذا من أسباب الرفعة التي نالتها الأم، حيث قدمها النبي عليه صلاة الله والسلام ثلاث مرات قبل أن يأتي دور الأب؛ لأنها تبذل هذا المجهود الكبير في رعاية في تربية أبنائها وبناتها.
ثم بعد ذلك العناية بطعامهم، والعناية بشرابهم، هذا كله مما تنال عليه المرأة الأجر والثواب عند الله تبارك وتعالى، ولذلك لما تعجب الناس عند الإمام أحمد من شأن بعض الزهاد العباد الذين لم يتزوجوا، أشار إلى أن أنين الطفل والصبر عليه، وإطعامه، يعني كل ذلك يعدل كل ما يفعله هؤلاء العباد، فإذا نحن نريد أن نصحح مفهوما، ولكن من المهم جدا أن تكون المحافظة على الفرائض، والصلوات الخمس، الواجبات التي لا تحتمل التأخير، ثم بعد ذلك تدركين أن العناية بالصغار والعناية بالزوج أيضا هي نوع من الطاعة لله تبارك وتعالى، وأنت بحاجة أيضا إلى أن تنظمي وقتك، فإن لنفسك عليك حقا، ولأطفالك عليك حقا، ولزوجك عليك حقا، ولربك عليك حقا، وهذا لن يكون صعبا.
أما مسألة التسويف في الأعمال: فنحن نتمنى أن تتخلصي من هذه العادة، وألا تكلفي نفسك إلا بالمعقول، إلا حسب الاستطاعة، لكن ينبغي أن ترتبي الأعمال، بحيث يقدم العمل المهم الذي لا يحتمل التأخير ثم الذي يليه ثم الذي يليه، فإذا الأعمال تأخذ مراتبها، كل عمل يأخذ حجمه المناسب، وموقعه المناسب، وبهذه الطريقة إذا عملت جدولا، ونظمت جدول الأعمال والمهام في البيت فإن هذا سوف يعينك على النجاح.
في ختامنا: ندعوك إلى كثرة الدعاء لنفسك ولزوجك وأطفالك.
ثانيا: ترتيب وقتك وجدول أعمالك حسب أهميتها.
الأمر الثالث: الاهتمام بتثقيف نفسك من الناحية الشرعية حتى تتمكني من تعليم هذا الجيل وهؤلاء الأطفال، وتحققي نيتك الجميلة في أن تربي أجيالا ترضي الله تبارك وتعالى، اطلبي معاونة الزوج، واتفقا أنت والزوج على خطة موحدة للتربية والتوجيه.
كذلك أيضا ينبغي أن تحرصي على التوازن في هذه الأمور كما قلنا، وإعطاء كل أمر حقه وحظه من الاهتمام، اجتهدي في أن تعطي جسمك حظه من الراحة، حقه من الطعام، لأن ارتياحك وإعطاء هذه الحقوق مما يعينك على القيام ببقية الواجبات.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح لنا ولك النية والذرية هو ولي ذلك والقادر عليه.