التسويف والتأجيل أتعبا نفسيتي وجعلاني أخسر الكثير، فما الحل؟

0 27

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بارك الله فيكم على هذا الصرح الجميل والمفيد للجميع.

عانيت في السنوات السابقة من مشكلة أوصلتني للهاوية، ألا وهي التسويف المرضي كما أسميه، عندي هدف كبير وأريد تحقيقه، ويتطلب مني يوميا مدة لا تقل عن 4 ساعات عمل، لكني مصاب بالكسل المفرط والخمول والتسويف.

الأمر المحزن أنني أسوف لمدة طويلة، فلقد استمررت في تأجيله لمدة 6 سنوات للآن، تمر الأشهر والسنوات وأنا أسوف يوميا، وهذا الأمر سبب لي الحزن الشديد، لا أعرف ما العمل؟ لا أعرف ما الخطوة الأولى؟ أرجوكم ساعدوني، فقد تملكني الاكتئاب من هذا التسويف.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Eyad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الاكتئاب الذي تعاني منه قد يكون نتج من التسويف وليس التسويف هو سبب في الاكتئاب، الإنسان حين ينجز أو يريد أن ينجز عملا يجب أن يكون له العزم الصادق والنية الكاملة والقصد الكامل.

والمهام التي تريد أن تقوم بها يمكنك أن تقسمها إلى أجزاء صغيرة وتبدأ بأسهل الجزئيات، وإذا دربت نفسك وعلمت نفسك كيفية إدارة وقتك بصورة فعالة في أثناء اليوم فيمكن أن تنجز ما تريد، وأفضل ما تلزم به نفسك هو الصلاة في وقتها، ألا تسوف فيما يتعلق بالصلاة، {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا}، يجب أن تستشعر هذه المسؤولية العظيمة، مسؤولية أن تؤدي الصلاة في وقتها، وتضع لنفسك جدولا زمنيا يوميا: ما الذي سوف تقوم به بعد الصلاة؟ ما الذي ستقوم به قبل الصلاة؟ وهكذا، هذه إحدى الوسائل الجيدة لحسن إدارة الوقت.

والإنسان إذا استشعر الأمر الذي يريد أن يقوم به لا بد أن ينجزه، مثل ما نلبي حاجتنا لتناول الطعام أو لقضاء حاجتنا فبقية الأشياء يجب التعامل معها على هذا الأساس، إذا استشعار أهمية الأمر هي الخطوة الأولى، والنية الصادقة والنية: تعني القصد والعزم، والتأمل والتدبر حول النتائج التي سوف تجنيها، هذه تحفز الإنسان وتشجعه، وكما ذكرت لك: يمكن أن تقسم المشروع الذي تود أن تقوم به إلى أجزاء، تبدأ بأسهلها وأهونها، وحين تنجز ذلك هذا سوف يمثل دافعا وحافزا جيدا بالنسبة لك للمزيد من الإنجاز.

أخي الكريم: عليك بالدعاء، الدعاء أمر عظيم، (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وغلبة الدين وقهر الرجال)، تدبر في هذا الدعاء، ودائما ابدأ أي أمر بـ (بسم الله )، وتوكل على الله في كل ما تريد أن تقوم به، هذا أيضا يحسن من دافعيتك.

فحاول أن تطبق ما ذكرته لك، وهذا هو العلاج، ليس هنالك علاجا دوائيا، ليس هنالك دواء يوصف، الذي يوصف ونرشد إليه ونوصي به هو ما ذكرته لك، وأيضا أن تستفيد ممن يمكن أن يساعدك في الإنجاز، من أصدقائك، من ذويك، من أهلك، أي شخص تراه صاحب همة ويمكن أن يشاركك في إنجاز ما تبتغي فهذا لا بأس به أبدا، العمل الجماعي كثيرا ما يحسن من الدافعية عند الإنسان.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات