السؤال
السلام عليكم.
حتى مرحلة المتوسط كنت ولله الحمد سعيدا مع الأيام، أول مرة في حياتي أرى شخصا يصرع أمامي -شفاه الله وشفا كل مريض -، مع الأيام أصبحت أخاف وأتوهم لما تعرضت له من صدمة نفسية!
بعد 10 سنوات أصبحت أتوهم بكثرة، في أحد الأيام كنت أسوق وأحسست أنه سيغمى علي، ورجلي أيضا أحسستها متخدرة، أنا الآن في دوامة الأوهام ولا أعرف كيف أتخلص منها! وأعاني من هذه الأعراض فقط عندما أتوهم، أما باقي الأيام فأنا أعيش حياة جيدة.
أتمنى إفادتي وتوجيهي، وفقكم الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طالب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
أيها الفاضل الكريم: العلاج بسيط جدا لهذه الحالة، ما دمت أنت مدرك أنها مجرد توهمات فنقول لك لا تتوهم، هذا النوع من القلق هو قلق افتراضي، قلق توقعي، وذو طابع وسواسي، وحين ترد لك الخاطرة لا تسترسل في تفسيرها أو تحليلها، إنما يجب أن توقفها في بداياتها؛ لأن الخواطر تتولد منها الأفكار، والأفكار تتولد منها الصورة الذهنية، ومن ثم يأتي الفعل والاستحواذ الكامل على الإنسان.
فأرجو أن توقف هذه الأفكار في بداياتها، وأن تستبدلها بأفكار أخرى، وأن تكون شخصا مستثمرا لوقتك ولحياتك بصورة إيجابية.
أنت لم تذكر عمرك أو كنت قد أكملت دراستك أو تعمل أو لا تعمل، عموما: حسب مرحلتك الحياتية، إن كنت لا زلت طالبا فيجب أن تثابر وتجتهد حتى تكون من المتميزين، وإن كنت في مجال العمل لا بد أن تطور نفسك مهنيا، وأحسن التواصل الاجتماعي، وعليك بالصلاة في وقتها، وعليك بالدعاء، هنالك أدعية عظيمة، خاصة أذكار الصباح والمساء، تقي الإنسان من الهواجس والوساوس، والمخاوف القلقية الافتراضية.
وأشغل نفسك بما هو مفيد، الفراغ الذهني أو الزمني أو الاجتماعي يؤدي إلى هذا النوع من التفكير. هذا هو الذي أنصحك به، وما حدث للآخرين ليس من الضروري أن يحدث لك، توكل على الله، واسأل الله أن يحفظك.
هذا الفكر الذي يأتيك هو مجرد فكر قلقي وسواسي وليس أكثر من ذلك، وحتى أطمئن عليك تماما: إذا كان عمرك أكثر من عشرين عاما هنالك دواء بسيط جدا يسمى سيرترالين، يمكنك أن تتناوله بجرعة صغيرة، حيث إنه فاعل جدا لعلاج القلق الوسواسي من هذا النوع الذي تعاني منه.
جرعة السيرترالين هي أن تبدأ بنصف حبة -أي خمسة وعشرين مليجراما- يوميا لمدة عشرة أيام، ثم اجعلها حبة كاملة يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عن تناول الدواء.
أسأل الله تعالى أن ينفعك بالدواء وبما قلنا، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.