السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاة أبلغ من العمر ثمانية وعشرين عاما، حصلت لي قبل ٩ سنوات غصة، وأنا أتناول طعام الغداء، فأصبت بالرهاب من الأكل بعد تلك الغصة، فأصبحت لا أستطيع البلع نهائيا لمدة أربع سنوات، ولا أستطيع تناول الأكل سوى السوائل، بعد تلك الأربع سنوات تناولت فلوزاك 20 ملجم لمدة ثلاث سنوات، وشعرت بتحسن بنسبة 30% ، ثم ذهبت إلى دكتور نفسي ووصف لي ميرزاجن ١٥ نصف حبة، واستمررت عليه لمدة سنتين ونصف، وشعرت بتحسن بنسبة 70% ، وقبل أسبوع ذهبت لدكتور نفسي، وتم تشخيص ما أعاني منه بأنه هلع؛ لأنه من أعراض الهلع عدم القدرة على البلع، وضيق في التنفس.
وأنا هنا أطرح استشارتي، وأتمنى منكم أخذها بعين الاعتبار:
قبل أسبوعين ذهبت لدكتور نفسي، ووصف لي باروكسات ٢٠ ملجم أتناولها لمدة ستة أيام نصف حبة في النهار، ونصف حبة في المساء، لمدة ستة أيام، وأوقف فلوزاك، ونصحني بأن أستمر على ميرزاجن ١٥ نصف حبة، وبعد الستة أيام تناولت باروكسات ٢٠ ملجم حبة في الصباح، وحبة في المساء، فعلت ذلك لمدة ٥ أيام، لم أستطيع إكمال المدة، ثم انتكست الحالة، ورجعت من البداية لا استطيع البلع نهائيآ.
ثم توقفت عن تناول باروكسات، ثم رجعت لتناول فلوزاك وميرزاجن، فهل أستطيع تناوله سيروكسات مع فلوزاك وميرزاجن، أو يسبب مضاعفات؟ لأن الكثير ممن أجدهم نفس حالتي في موقع إسلام ويب، وشعرو بالتحسن بعد استعمال السيروكسات، فهل أستطيع تناول سيروكسات مع فلوزاك وميرزاجن أو لا؟
أرجو الرد، وجزاكم الله خير الجزاء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ موضي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية.
الطبيب الذي قال لك أن الذي حدث لك هو نوبات هلع أو هرع وحصلت بعد ذلك انقباضات عضلية في المريء أدت إلى هذه الغصة التي منعتك من تناول الطعام بالصورة المطلوبة، أفضل علاج لهذه الحالات هو تطبيق تمارين استرخاء مكثفة، خاصة تمارين التنفس التدرجي، وممارسة أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، وتجاهل الأمر تماما، وأن تشغلي نفسك بما هو مفيد، وهذه الأربعة هي الأسس العلاجية لهذه الحالات.
ثم يأتي بعد ذلك دور الدواء، الدواء يساعد لأنه يخفف القلق، لكن التمارين الاسترخائية، والتجاهل، وممارسة الرياضة هي الأسس الرئيسية للعلاج، فأرجو - قبل أن نتحدث عن الدواء – أن تركزي على هذه البرامج الأربعة، فهي مفيدة جدا.
بالنسبة للأدوية النفسية عامة: إذا لم يكن هنالك ضرورة لها فالإنسان يجب ألا يتناولها خاصة أنت صغيرة في السن وأنثى، فلماذا الإكثار من الأدوية النفسية؟! هذا أمر أيضا يجب أن نطرحه؛ لأن الأمانة الطبيبة تقتضي ذلك.
وتعدد الأدوية لا داع له إلا إذا كانت هنالك ضرورة.
بالنسبة للزيروكسات: هو دواء ممتاز لعلاج قلق المخاوف، والهرع والفزع يعتبر واحدا من اضطراب الخوف والهلع.
البروزاك جيد لكن ليس بنفس جودة الزيروكسات، الأدوية الجيدة هي: الزيروكسات، أو الزولفت – والذي يعرف تجاريا باسم لسترال – أو السبرالكس. هذه الثلاثة هي الأفضل من الفلوزاك / بروزاك.
أنا لا أقول لك أن تناول الزيروكسات مع الفلوزاك ممنوعا منعا باتا، لكنه ليس مستحسنا، لأن هذه الأدوية تتفاعل مع بعضها البعض سلبيا، فليس هنالك داع لاستعمال الدواءين مع بعضهما البعض.
أما بالنسبة للميزاجين – وهو الميرتازبين – فهو دواء من فصيلة أخرى، ولا يتعارض لا مع الفلوزاك ولا مع الزيروكسات.
فأرجو أن أكون قد أوضحت الأمر بالنسبة لك.
أنا لا أريد حقيقة أن أغير تغييرا كاملا في الخطة العلاجية الدوائية؛ لأن هذا الأمر يجب أن يكون تحت إشراف طبيبك، لكن لو في مكانك ربما أنتقل إلى الزولفت (سيرترالين)، وتتناولي معه الميزاجين بجرعة 7.5 مليجرام ليلا، هذا قد يكون أفضل، ولا داع الإكثار من الأدوية، لكن القرار النهائي يجب أن يكون عند طبيبك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.