السؤال
السلام عليكم.
منذ فترة وأنا قلقة بخصوص صحتي، عملت عدة فحوصات، وأشعة، وتحاليل، ونتيجة التحاليل جيدة ما عدا غدة الجار درقية كان فيها ارتفاع خفيف 52، وفيتامين د 19.5، وتحاليل الدم، وفيتامين بي 12 كلها جيدة وأنزيمات الكبد، لدرجة أنني عملت تحليلا للأورام وظهرت النتيجة سلبية.
ذهبت إلى دكتورة الغدد، وطلبت مني صورة إيكو للغدة الجار درقية، وكانت النتيجة سليمة فقط وجود عدة أكياس مائية، فقالت لي: يمكن السبب نقص فيتامين د، وأخذت جرعة 200000 وحدة دولية كل شهر إبرة لمدة ثلاث أشهر، وأخبرتني بعدها المراجعة، وإذا كان هناك ارتفاع أعمل صورة للنووي أو الذري، لم أفهم، مع العلم أنني عملت تحليلا آخر للغدة فظهرت النتيجة 32 في المعدل، ولكن أمس قبل النوم أحسست بكتلة صغيرة متحركة تحت البلعوم في الجهة اليمنى أخافتني، وبها ألم بسيط فماذا تكون؟
وأيضا عملت إيكو للجهاز الهضمي فكان هناك وعاء دموي قالوا لي: نسميه وحمة أو شهوة وهو شيء عادي، هل لا أقلق منه أم ماذا؟ فقد أصبح يسبب لي القلق.
والسؤال الآخر: منذ حوالي سنتين سقطت وتورمت رجلي ويدي وظهرت كدمات واختفت بعد فترة، هل فعلا لأنني لم أضع عليها الثلج عند السقوط فمن الممكن أن تصبح ورما خبيثا في الجسم؟
أيضا عملت تحليلا للبراز، فظهرت عندي جرثومة المعدة 2.9 فهل نسبتها كبيرة؟ ولدي تقرحان صغيران جدا في المعدة، أخبرتني الدكتورة أنه بسبب الجرثومة، وأعطتني الدواء، وقالت لي: أنه جديد علبة فرنسية آخذ منها ثلاث حبات لمدة عشرة أيام أربع مرات في اليوم، وأعطتني أيضا دواء لحموضة المعدة، ودواء آخرا لمدة 28 يوما بعد انتهاء العلاج السابق، ولدي التهاب في أوتار الكتف.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد أرهقت نفسك ومن حولك في تفاصيل مرضية لا يصح أن تتوغلي؛ فيها لأنها تؤدي في النهاية إلى مرض نفسي يسمى الفوبيا من الأمراض، ولذلك لا تشغلي نفسك بالتفاصيل طالما لا تشتكين من مرض أو عرض محدد.
ومثال الغدة الجار درقية نموذج لتلك الحالة؛ حيث أن كثيرا من الناس بل الغالبية العظمى منهم لا دراية لهم بتلك الغدة، وهي في الواقع 4 غدد متعلقة بالغدة الدرقية وعلى حوافها، ولذلك سميت بالغدة الجار درقية وتفرز تلك الغدد مرهون يسمى parathormone ويكتب اختصارا PTH
وهذا الهرمون مرتبط بمستوى الكالسيوم في الدم وله مدى يترواح ما بين 10 - 65 pg/mL وبالتالي فإن مستوى 50 ومستوى 32 يعتبر مستوى طبيعيا، ومن المعروف أن هرمون PTH يضبط مستوى الكالسيوم في الدم، ولذلك فإن سلامة مستوى الكالسيوم في الدم يشير إلى سلامة الغدة الجاردرقية ولا حاجة لكي للمسح الذري ولا إلى المزيد من الفحوصات المرهقة التي تدخلك في متاهات لا نهاية لها.
ومن المعروف أن نقص الكالسيوم في الدم يؤدي إلى أمراض منها لين العظام، والتوتر العضلي، واضطراب في نبض القلب، كما أن ارتفاع مستوى الكالسيوم في الدم يؤدي إلى أمراض منها حصوات الكلى بسبب ترسب الكالسيوم فيها، بالإضافة إلى اضطراب نبض القلب.
وضبط مستوى فيتامين D مهم جدا للكثير من الوظائف الحيوية ولسلامة العظام والمفاصل والكتل المتحركة حول البلعوم هي غدد ليمفاوية تنتشر في الجسم بشكل طبيعي، ولها وظائف مهمة في جسم الإنسان؛ لأنها تمثل جزءا من جهاز المناعة، كما أنها تسحب رشح الخلايا من الأعضاء المجاورة لها، ولذلك فقد تلتهب عند التهاب تلك الأعضاء وتشفى مع شفاءها، ولكن يكبر حجمها (غير محسوس)، ولا يعود إلى الحجم الأصلي (تصبح محسوسة)، وأحيانا يصاحب ذلك بعض الألم وأحيانا لا يصاحب ذلك أي ألم.
فمثلا التهاب الحلق والبلعوم يؤدي إلى التهاب الغدد الليمفاوية في العنق وجانبي الرقبة، فلا قلق من تواجد تلك الغدد طالما أن عدد كرات الدم البيضاء في صورة الدم CBC طبيعية، ومن الطبيعي أن يحدث تورم عند السقوط، وقد يتغير لون الجلد بسبب خروج بعض كرات الدم الحمراء من الشعيرات الدموية في موضع الرضة أو موضع السقوط والتورم يحدث بسبب ارتشاح بعض السوائل خارج الخلايا، وهذا يمثل رد فعل طبيعي من الجسم سرعان ما يختفي ولا يترك أثرا، ولا علاقة بين تلك الكدمات وبين الأورام.
وعلاج جرثومة المعدة الحديث جيد وفعال، فعليك إكمال الجرعات مع تقسيم الوجبات إلى وجبات خفيفة ومتكررة، مع أهمية تجنب وجبات المطاعم والمقليات، ولا مانع من تناول اللبن الزبادي مع ملعقة من مطحون الأرز عند الشعور بالحموضة، ولا مانع من وضع ملعقة كبيرة من خل التفاح في لتر من ماء الشرب وسوف يساعد ذلك في ضبط حموضة المعدة.
وفقك الله لما فيه الخير.